من صلبه إذ كان الله قد نقل أشباحنا من ذروة العرش إلى ظهره رأى النور ولم يتبيّن الأشباح فقال : ياربّ ما هذه (١) الأنوار ؟
فقال : أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك ولذلك أمرتُ الملائكة بالسجود لكَ إذ كنتَ وعاءً لتلك الأشباح) (٢) .
فإن قيل : ترك الانتهاء يُنافي مقام الاصطفاء وقد قال : (وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ) (٣) .
قلنا : قد أجابوا عن ذلك بوجوه كثيرة لا يليق بهذا المختصر .
وفي بعضها أنّ النهي كان من النواهي التنزيهيّة ، فعدم الانتهاء لا ينافي العصمة على أنّه روي عن [الإمام] الرضا عليهالسلام أنّه قال : (قال الله تعالى لهما : (لَا
________________________
١ ـ في بعض المصادر «ما هذا النور ؟» .
٢ ـ أخرج الرواية الاسترآبادي في تأويل الآيات الظاهرة ص ٥١ ، ط ، قم جامعة المدرسين ، وللرواية تتمّة : «فقال آدم : ياربّ لو بيّنتها لي ، فقال الله عزّوجلّ : انظر يا آدم إلى ذروة العرش ، فنظر آدم إلى ذروة العرش ، فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا التي في ظهره كما ينطبع وجه الإنسان في المرآة الصافية ، فرأى أشباحنا ، فقال : ما هذه الأشباح ياربّ ؟
قال الله عزّوجلّ ؛ يا آدم هذه أشباح أفضل خلائقي وبريّاتي ، هذا محمّد وأنا الحميد المحمود في أفعالي ، شققتُ اسماً من اسمي ، وهذا عليّ وأنا العليّ العظيم ، شققتُ له اسماً من اسمي ، وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض ، فاطم أعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي ، وفاطم أوليائي عمّا يعيرهم ويشينهم ، وشققتُ لها اسماً من أسمائي ، وهذا الحسن والحسين وأنا المحسن المجمل ، شققتُ اسمهما من اسمي ، هؤلاء خيار خلقي وأكرم بريتي ، بهم آخذ وبهم أُعطي
٣ ـ طه : ١٢١ .