وعن بعض أنّهم : نوح ، وإبراهيم ، وإسحاق ، ويعقوب ، ويوسف ، وأيّوب .
وقيل : إنّهم جميع الرُّسل لأنّهم كانوا أولي الجد والثبات والعزم على إقامة أمر الله والصبر على أذى أعداء الله ، وقد تقدّم من الروايات يُعيّن المشهور .
فإن قيل : فما الوجه في وصف نوح بكونه نبيّ الله مع أنّ جميعهم كذلك ؟
قلنا : لكونه أوّل أولي العزم من الرُّسل ولطول
مكثه في قومه يدعوهم إلى الهدى ودين الحقّ ، فقد مكث في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً (١) ، ولذا لقّب بشيخ الأنبياء ، وقصص أذىٰ قومه له وصبره على أذاهم في المدّة
الطويلة مشهورة (٢) ، ولأنّ الله لمّا
أهلك الناس بالطوفان لم يبق على وجه الأرض سواه وسوى ولده ، فنشأ الناس منهم ، ولذا سمّي بآدم الثاني فهو عليهالسلام أظهر آثاراً في مرتبة النبوّة من سائر الأنبياء . ثمّ النبيّ على ما صرّح به كثير هو : الإنسان
المخبر عن الله بغير واسطة بشر (٣) ، سواء كان له شريعة
، أو لم يكن له . مشتقّ من النبأ
________________________
وروى عليّ بن إبراهيم القمّي في تفسيره ج ٢ ، ص ٣٩ في تفسير سورة طه ط : الأعلمي . والشيخ الصدوق في علله ج ١ ص ١٤٩ ، ح ١ ، باب ١٠١ ، عن أبي جعفر ـ الباقر عليهالسلام ـ : في قول الله عزّوجلّ : (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا) قال : عهد إليه في محمّد والأئمّة من بعده فترك ، ولم يكن له عزم فيهم أنّهم هكذا ، وإنّما سمّي أولوا العزم لأنّهم عهد إليهم في محمّد صلىاللهعليهوآله والأوصياء عليهمالسلام من بعده ، والمهدي (عج) وسيرته فأجمع عزمهم أنّ ذلك كذلك والإقرار به) .
١ ـ راجع قصص الأنبياء للسيّد نعمة الله الجزائري قدسسره ص ٧٩ الباب الثالث ط : قم ، الشريف الرضي .
٢ ـ في نفس المصدر ذكر رحمهالله : (كان يضربه قومه حتّى يُغشىٰ عليه فإذا أفاق قال : (اللّهم إهد قومي فإنّهم لا يعلمون) وكانوا يثورون إلى نوح عليهالسلام فيضربونه حتّى تسيل مسامعه دماً) .
٣ ـ الباب الحادي عشر للعلّامة الحلّي ص ٧٣ ، الفصل الخامس في النبوّة ، ط : قم .