وهو الخبر ، أو من النبوّة والنباوة (١) وهي الرفعة فهو أعمّ مطلقاً (٢) من الرسول ، لأنّه الإنسان المخبر عن الله بغير واسطة أحد من البشر وله شريعة مبتدأة كآدم عليهالسلام ، أو ناسخة كموسىٰ وعيسىٰ ومحمّد صلىاللهعليهوآله ، وربما يُطلق الرسول على الملك أيضاً ، فالفرق عموم و خصوص من وجه (٣) ، وربما يُفرّق بينهما بوجوه أُخر (٤) .
وفي بعض الكتب المستظهرية أنّ النبوّة طريق بين الله ونبيّه ، والرسالة طريق بين النبيّ وأُمّته فالنبوّة بمنزلة الغمام والرسالة بمنزلة القطر ، والفائدة للتراب في المطر أمّا الغمام محلّه المطر والغمام اجتماع بخارات لطيفة متصاعدة ، والمطر تحليل تلك البخارات واستحالتها إلى صورة المائية من صورة الهوائية ، وبتلك الاستحالة نازلة إلى جهة الأسفل ، والرسالة مطر قطرت
________________________
١ ـ راجع لسان العرب لابن منظور ج ١٤ ، ص ٣٠ مادّة (نبا) ط : دار إحياء التراث العربي ، بيروت .
٢ ـ الأعمّ مطلقاً : يكون بين المفهومين اللذين يصدق أحدهما على جميع ما يصدق عليه الآخر . كالحيوان والإنسان ، فكلّ ما صدق عليه الإنسان يصدق عليه الحيوان (راجع المنطق للشيخ المظفر ج ١ ، ص ٧٧ ، ط قم) .
٣ ـ العموم والخصوص من وجه : وهو أيضاً من المصطلحات المنطقية التي تكون بين المفهومين اللذين يجتمعان في بعض مصاديقهما ، ويفترق كلّ منهما عن الآخر في مصاديق تخصّه ، كالطير والأسود ، فإنّهما يجتمعان في الغراب لأنّه طيرٌ وأسود ، ويفترق الطير عن الأسود في الحمام مثلاً ، والأسود عن الطير في الصوف الأسود مثلاً . (راجع نفس المصدر السابق)
٤ ـ راجع كتاب بصائر الدرجات ج ٨ ، ص ٣٦٨ ، الباب الأوّل حيث ذكر باباً في الفرق بين الأنبياء والرُّسل عليهمالسلام .