اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسىٰ رُوحِ اللهِ .
هذا هو عيسىٰ بن مريم الملقّب من عند الله بروح الله وكلمته (١) ، والإضافة تشريفيّة ، كما في قولهم : ناقة الله ، وبيت الله . أي روحٌ خلقه الله فشرّفه وكرّمه على سائر الأرواح .
وقد روي عن [الإمام] الباقر عليهالسلام في قوله : (وَرُوحٌ مِّنْهُ) (٢) أنّه قال : روحٌ مخلوقة خلقها الله في آدم وعيسىٰ (٣) .
وعن الصادق عليهالسلام في قوله : (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي) (٤) إنّه قال : إنّ الروح متحرّك كالريح ، وإنّما سُمّي روحاً لأنّه اشتقّ اسمه من الريح وإنّما أخرجه على لفظ الريح ، لأنّ الروح مجانس للريح وإنّما أضافه إلى نفسه ، لأنّه اصطفاه على سائر الأرواح كما قال لبيتٍ من البيوت : بيتي ، وقال لرسول من الرُّسل : خليلي وأشباه ذلك وكلّ ذلك مخلوق مصنوع محدث (٥) .
والمراد بكونه عليهالسلام روح الله أنّه مظهر الروح الشريفة التي نفخها فيه ، أو أنّه مظهر آثار قدرة الله وعجيب صنعه ، لأنّ الصادق عليهالسلام قد فسَّر الروح في قوله :
________________________
١ ـ إشارة إلى قوله تعالى في سورة النساء آية (١٧١) : (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّـهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ...) .
٢ ـ النساء : ١٧١ .
٣ ـ أخرجه الكليني في الكافي ج ١ ، ص ١٥٤ ، باب الروح ، ح ٢ ، ط : دار الأُسوة قم ، ولكن أخرجه عن الإمام الصادق عليهالسلام .
٤ ـ الحجر : ٢٩ وص : ٧٢ .
٥ ـ الكافي ج ١ ، ص ١٥٤ ، ح ٣ ، باب الروح ، وذيل الحديث ( ... مربوبٌ مُدَبَّرُ) .