(وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ) (١) . بالقدرة ، قال أبو بصير في حديثٍ عنه عليهالسلام قلت : ونفخ فيه من روحه ؟ قال : من قدرته (٢) . ويُحتمل أن يكون المراد كونه مظهراً للروح الأعظم الذي كان يتجلّى فيه أنبيائه بصورته ، وفي محمّد وآله بحقيقته ، وإليه الإشارة فيما رواه أبو أيّوب عن الصادق عليهالسلام قال ؛ سمعته يقول : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) (٣) قال : ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد ممّن مضىٰ غير محمّد صلىاللهعليهوآله وهو مع الأئمّة ، وليس كلّما طلبَ وجد (٤) .
وقال الباقر عليهالسلام : (إنّ الله خلق الأنبياء والأئمّة على خمسة أرواح : روح القوّة ، وروح الإيمان ، وروح الحياة ، وروح الشهوة ، وروح القدس . فروح القدس من الله ، وسائر الأرواح يُصيبها الحدثان ، فروح القدس لا يلهو ولا يتغيّر ولا يلعب ، وبروح القدس علموا يا جابر ما دون العرش إلى ما تحت الثرى (٥) .
________________________
١ ـ السجدة : ٩ .
٢ ـ أخرجها الصفّار في بصائر الدرجات ج ٩ ، ص ٤٦٢ ، الباب الثامن عشر ، ح ٨ ، ط : مكتبة المرعشي النجفي ، قم .
٣ ـ الإسراء : ٨٥ .
٤ ـ بصائر الدرجات ج ٩ ، ص ٤٦١ ، الباب الثامن عشر ، ح ٤ .
وأيضاً روى في نفس المصدر ح ٥ عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) . قال : هو خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله يوفّقه وهو معنا أهل البيت . وهناك الكثير من الروايات التي تذكر هذا المعنى ، ولكن اكتفينا بهذا المقدار وعليك بمراجعة نفس المصدر .
٥ ـ أخرجها الصفّار في بصائر الدرجات ج ٩ ، ص
٤٤٧ في الباب الرابع عشر ، ح ٤ ،