اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللهِ .
اقتصر من ذكر الأنبياء والمرسلين على هؤلاء الستّة ؛ إمّا لكونهم بأجمعهم أُولي العزم على ما يراه بعضهم ، وإن كان المشهور عدم عدّ آدم عليهالسلام منهم لقوله تعالىٰ : (وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا) (١) فأخرجه الله من عدادهم (٢) ، وأنت خبير بأنّ الظاهر من الآية العزم على المعصية ، لا على إقامة أمر الله فلابعد في كونه منهم .
وأمّا لكون الخمسة من أُولي العزم وآدم عليهالسلام أوّل إبداع البشر قد خلقه على
________________________
١ ـ طه : ١١٥ .
٢ ـ روي الكليني في الكافي ج ٢ ، ص ٨ ، والاسترآبادي ص ٣١٣ في تأويل الآيات عن أبي جعفر عليهالسلام قال : أخذ الله المثياق على النبيِّين فقال : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ) وأنّ هذا محمّد رسولي وأنّ عليّاً أمير المؤمنين ؟ قالوا : بلى . فثبتت لهم النبوّة ، ثمّ أخذ الميثاق على أُولي العزم أنّي ربّكم ومحمّد رسولي وعليّ أمير المؤمنين والأوصياء من بعده ولاة أمري وخزّان علمي وأنّ المهدي أنتصر به لديني وأظهر به دولتي وأنتقم به من أعدائي وأُعبد به طوعاً وكرهاً ؟ قالوا ؛ أقررنا يا ربّنا وشهدنا ، ولم يجحد آدم ولم يقرّ ، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهديّ عليهالسلام ولم يكن لآدم عزيمة على الإقرار وهو قول الله تبارك وتعالى : (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا) .
وأيضاً روى الكليني في الكافي ج ١ ، ص ٤١٦ عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله عزّوجلّ : (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ) كلمات في محمّد وعليّ والحسن والحسين والأئمّة من ذرّيتهم (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا) هكذا والله نزلت على محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم .