بأشخاص معدودين بعددٍ معلوم .
فيقال : كان مئة ألف وأربعة آلاف وعشرون شخصاً نبيّاً
من الأصناف المختلفة ، وكان أكثرهم في بني إسرائيل فهذا المبلغ هم الأنبياء واختار منهم ثلاثمئة وثلاثة عشر للرسالة ، لأنّ النبوّة نور مفرد ، والرسالة نورٌ مركّب
بانعكاسه وللمركب فائدة لا توجد في الفرد ، وكان عدد الرسل أقل من عدد الأنبياء لقلّة انعكاس نور النبوّة في بعض الأشخاص ، فالشمس يقع ضوئها على جميع المشففات واللطائف ولا ينعكس عليها إلّا إذا وقعت على التراب يظهر الشعاع بانعكاس ضوئها وإنكاسها مثل الرسالة وشروقها مثل النبوّة ولا يكون النهار إلّا بالضوء المنعكس الظاهر ، وكان لكلّ نبيّ قوّة خاصّة به من نور النبوّة ، وكان لكلّ
رسول نور زائد على نور النبوّة من تكرار ضوء القدس ، فنور الأنبياء أكثر من نور المؤمنين ، ونور الرُّسل أكثر من نور الأنبياء ، فإنّ للنبي نوراً واحداً ، وللرسول نورين نور النبوّة ، ونور الرسالة ، وقد عرفت أنّ نور النبوّة من العقل ، ونور الرسالة من النفس واجتماع النورين لا يكون كنورٍ واحد ، فنور على نور هو اجتماع نور النبوّة والرسالة ، ولا شكّ أنّ اجتماع ثلاثة أنوار أكثر وأظهر من اجتماع نورين ، والأنوار الثلاثة نور النبوّة ، ونور الرسالة ، ونور الظهور ، وهو بمنزلة الوجود ، وهذه الأنوار الثلاثة في أُولي العزم من الرسل ، فالرسل مختارة من أُولي العزم ، وأولوا العزم مختارة من الرسل ، وكلّما ازداد نور الكمال قلَّ حجاب العدد ، وأولوا العزم أقلّ عدداً من الرسل ، والرسل أقلّ عدداً من الأنبياء ،
فالرُّسل ثلاثمئة وثلاث عشر ، وأولوا العزم منهم ستّة كما أخبر رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : (أولو العزم منهم ستّة : آدم ونوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى
،