ومحمّد صلىاللهعليهوآله (١) .
وفي تحقيق الكلام لم يكن آدم من عدد أولي العزم ، لإخراج الله له عن ذوي العزم في حقّه : (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا) (٢) ، وإن لم يطلق هذا على عزم المعاصي كان آدم في جملتهم ، وأنّ الرسول الذي هو ذو العزم يعني أنّه صاحب الدورة التامّة ، وله الدائرة الكبرى التي تشتمل على الرسالة ، والنبوّة ، والكتاب ، والعزيمة ، والدعوة ، والمدّة ، والأمّة ، والشريعة ، والخليفة ، والدورة وهي تلف سنة : (وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ) (٣) فهذه الخصال والكمالات العشرة إذا وجدت في شخصٍ من الأنبياء فهو من أُولي العزم ولم توجد إلّا في ستّة أشخاص منهم .
وفي رواية أُخرى في خمسة (٤) إلى آخر ما ذكره (٥) . وإنّما نقلناه بطوله لاشتماله على فوائد جليلة لا تخفى على المتأمِّل فيه ، ولكن ما ذكره من أنّ الأنبياء في مرتبة النبوّة على درجة واحدة يكشف عن أنّ إطلاق النبوّة على
________________________
١ ـ المناقب لابن شهرآشوب ، ج ٤ ص ٢١٥ .
٢ ـ طه : ١١٥ .
٣ ـ الحج : ٤٧ .
٤ ـ روى ابن فتال النيسابوري في روضة الواعظين ص ٥١ عن الإمام الباقر عليهالسلام قال : أولوا العزم من الرسل خمسة : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمّد صلوات الله عليهم . وأولوا العزم هو مَن أتى بشريعة مستأنفة نسخت شريعة مَن تقدّم من الأنبياء .
والكافي ج ١ ، طبقات الأنبياء والرسل .
٥ ـ إلى هنا انتهى كلام العارف .