فلنقصر في المقام على ما في كتاب مصباح الشريعة (١) . قال الصادق عليهالسلام : (حبّ الله إذا أضاء على سرّ عبدٍ أخلاه عن كلّ شاغل وكلّ ذكرٍ سوى الله ، والمحبّ أخلص الناس سرّاً لله ، وأصدقهم قولاً ، وأوفاهم عهداً ، وأزكاهم عملاً ، وأصفاهم ذكراً ، وأعبدهم نفساً تتباهى الملائكة عند مناجاته ، وتفتخر برؤيته ، وبه يعمر الله بلاده ، وبكراماته يكرم عباده ، يعطيهم إذا سألوا بحقّه ، ويدفع عنهم البلايا برحمته ، فلو علم الخلق ما محلّه عند الله ومنزلته لديه ما تقرّبوا إلى الله إلّا بتراب قدميه) (٢) .
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «حبُّ الله نار (الله) (٣) ، لا تمرُّ على شيءٍ إلّا احترق (٤) ، ونور الله لا يطّلع على شيءٍ إلّا أضاء ، وسحاب (٥) الله ما ظهر من تحته شيءٍ إلّا غطّاه ، وريح الله ما تهب في شيء إلّا وحرّكته ، وماء الله يُحيي به كلّ شيء ، وأرض الله ينبت منها كلُّ شيءٍ ، فمن أحبّ الله أعطاه كلّ شيء من الملك والملكوت» (٦) .
وقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : (إذا أحبّ اللهُ عبداً من أُمّتي قذف في قلوب أصفيائه وأرواح ملائكته ، وسكّان عرشه محبّته ليحبّوه ، فذلك المحبّ حقّاً طوبى له وله
________________________
١ ـ كتاب مصباح الشريعة من الكتب الأخلاقية التي تتألّف من مئة باب في الأخلاق ، وينسب هذا الكتاب للإمام الصادق عليهالسلام .
٢ ـ مصباح الشريعة ص ١٩٢ ، الباب الثاني والتسعون ، ط : الأعلمي بيروت .
٣ ـ بين القوسين في مصدر الرواية غير موجود .
٤ ـ في مصدر الرواية هكذا : (لا يمرُّ على شيءٍ إلّا احترقه) .
٥ ـ في المصدر بدل (سحاب) (سماء) .
٦ ـ مصباح الشريعة : ص ١٩٣ .