عند الله شفاعة يوم القيامة) (١) .
وفيه أيضاً قال الصادق عليهالسلام : (الحبّ في الله ، فحبٌّ لله ، والمحبوب في الله ، حبيب الله ، لأنّهما لا يتحابّان إلّا في الله) (٢) .
إلى أن قال (٣) : وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : (إنّ أطيب شيءٍ في الجنّة وألذّه حبّ الله ، والحبّ في الله ، والحمد لله ، قال الله (٤) : (وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (٥) ، وذلك أنّهم إذا عاينوا ما في الجنّة من النعيم ، ماجت المحبّة في قلوبهم فينادون عند ذلك الحمدُ لله ربّ العالمين) (٦) .
ولا بأس أيضاً بإيراد ما ذكره بعض العارفين في المقام وهو أنّ اسم المحبّة وإن كان واحداً عند الإطلاق فهو يختلف بتفاوت متعلقه ، فمحبّة الله لعبده تُغاير محبّة العبد لربّه وإيضاح ذلك : إنّ حقيقة محبّة الله لعبده إرادته لانعام مخصوص يفيضه إلى ذلك العبد من تقريبه وإزلافه من محال الطهارة والقدس وقطع شواغله ، وتطهير باطنه عن كدورات الدُّنيا ورفع الحجاب عن قلبه حتّى يشاهده كأنّه يراه ، فإرادته بأنْ يخص عبده بهذه الأحوال الشريفة هي محبّته له ، وأمّا محبّة العبد لله فهو ميله إلى نيل هذا الكمال وإرادته درك هذه الفضائل .
________________________
١ ـ نفس المصدر .
٢ ـ مصباح الشريعة ، الباب الثالث والتسعون ، ص ٦٩٤ .
٣ ـ أي الإمام الصادق عليهالسلام .
٤ ـ في مصدر الرواية هكذا : (قال الله عزّوجل) .
٥ ـ يونس : ١٠ .
٦ ـ مصباح الشريعة : ص ١٩٥ .