ولكن ربّما يكون وليّاً ولا يكون نبيّاً ، فالنبوّة بهذا المعنى أشرف من الولاية بهذا المعنى ضرورة أفضلية الجامع للنورين من النور الواحد لاستلزام النبوّة للولاية دون العكس .
ومن هنا ظهر أنّ نبوّة نبيّنا صلىاللهعليهوآله الخاصّة أشرف من ولايته الخاصّة بخلاف النبوّة المطلقة فإنّ ولايته الخاصّة أشرف منها وإليه الإشارة بقوله : (ولولا عليّ لما خلقتك) (١) أي ولولا مقام ولايتك الخاصّة لما خلقتك فإنّ عليّاً عليهالسلام كان مظهر تلك الولاية فمحمّد صلىاللهعليهوآله من حيث جامعيّته للنبوّة والولاية أفضل من عليّ عليهالسلام لكونه حاوياً لمرتبة الولاية الخاصّة خاصّة . ويشهد لذلك ما روي عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : (إنّ جبرئيل أتىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآله برمّانتين فأكل رسول الله صلىاللهعليهوآله إحداهما ، وكسر الاُخرى بنصفين فأكل نصفاً وأطعم عليّاً نصفاً (٢) ثمّ قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا أخي هل تدري ما هاتان الرمّانتان ؟ قال : لا ، قال : أمّا الأولى فالنبوّة ليس لك فيها نصيب (٣) ، وأمّا الاُخرى فالعلم فأنت شريكي فيه ، فقلتُ : أصلحك الله كيف (٤) شريكه فيه ؟ قال : لم يُعلّم الله محمّداً علماً إلّا وأمره أنْ يعلّمه عليّاً) (٥) .
وإن كانت بمعنى التصرّف والتدبير فالولي هو العبد الذي خصّه الله بالتولية
________________________
١ ـ تقدّم مصدر هذا الحديث القدسي .
٢ ـ في مصدر الرواية هكذا (وأطعم رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّاً نصفها) .
٣ ـ في المصدر (ليس لك فيها شيء) .
٤ ـ في المصدر (كيف يكون شريكه ...) .
٥ ـ أخرج هذه الرواية الصفّار في بصائر الدرجات ج ٦ ص ٢٩٢ في باب أمير المؤمنين عليهالسلام شارك الرسول صلىاللهعليهوآله في العلم ولم يشاركه في النبوّة .