المحمول» (١) ، كالعالي والسافل.
هذا هو المشهور ، وقد تقدّم (٢) أنّ العرض من مراتب وجود الجوهر (٣).
ويتميّز الذاتيّ من غير الذاتيّ بخواصّه الّتي هي لوازم ذاتيّته. وهي كونه ضروريّ الثبوت لذي الذاتيّ ، لضروريّة ثبوت الشيء لنفسه ، وكونه غنيّا عن السبب فالسبب الموجد لذي الذاتيّ هو السبب الموجد للذاتيّ لمكان العينيّة ، وكونه متقدّما على ذي الذاتيّ تقدّما بالتجوهر (٤) ، كما سيجيء إن شاء الله (٥).
__________________
ـ يكون محتاجا فيه إليها أو غير محتاج إليها. هذا هو المشهور بينهم. وعليه فالنسبة بينهما بالعموم والخصوص المطلق.
الثاني : أنّ المحمول بالضميمة ما يكون محتاجا في حمله على الشيء إلى الضميمة ، والخارج المحمول ما لا يحتاج في حمله إلى الضميمة. وهذا ما ذكره المصنّف رحمهالله في المقام. وعليه كانت النسبة بينهما نسبة التباين.
الثالث : أنّ المحمول بالضميمة ما يكون له ما بإزاء في الخارج كالمقولات العرضيّة ، والخارج المحمول ما لا يكون له ما بإزاء في الخارج. وعليه كانت النسبة بينهما بالتباين أيضا.
(١) والوجه في تسميته بالخارج المحمول أنّه خارج عن ذات الموضوع محمول عليه ، أعمّ من أن يكون في حمله على الشيء محتاجا إلى الضميمة أو غير محتاج إليه ، على ما هو المشهور بينهم.
(٢) في الفصل الثالث من المرحلة الثانية ، حيث قال : «ويتبيّن بما مرّ أنّ وجود الأعراض من شؤون وجود الجواهر الّتي هي موضوعاتها».
(٣) فتقسيم العرضيّ إلى الخارج المحمول والمحمول بالضميمة إنّما يصحّ على مبنى المشهور من أنّ العرض مباين للجوهر وجودا وماهيّة. وأمّا على مبنى المصنّف رحمهالله من أنّ العرض من مراتب وجود الجوهر ، فلا مجال للتقسيم المذكور ، بل كلّ عرض يتّحد بالمعروض وجودا وإن يغايره مفهوما ، فلم يكن العرض خارجا عن وجود المعروض حتّى يكون ضميمة انضمّت إليه.
(٤) ولا يخفى أنّ الخاصّة الاولى والثانية ليست إلّا من الخواصّ الإضافيّة للذاتيّ بالقياس إلى العرضيّ الغير اللازم ، فإنّ العرضيّ اللازم يشارك الذاتيّ في هاتين الخاصّتين ، كالزوجيّة للأربعة ، والإمكان للماهيّة ، فالزوجيّة ضروريّ الثبوت للأربعة مع أنّه عرضيّ لازم لها ، والإمكان وصف وجوديّ للماهيّة الموجودة مع أنّ السبب الموجد للماهيّة هو السبب الموجدّ للإمكان. وأمّا الخاصّة الثالثة فهي خاصّته الحقيقيّة ، لأنّ تصوّر اللازم متأخّر عن تصوّر الملزوم ذاتا ، بخلاف الذاتيّ فإنّ تصوّره مقدّم على ذي الذاتيّ.
(٥) في الفصل الأوّل من المرحلة العاشرة.