في وجود المختلفين النفسيّ ، وإنّما يتحقّق في الوجود النعتيّ ، بأن يكون أحد المختلفين ناعتا بوجوده للآخر والآخر منعوتا به. وبعبارة اخرى : أحد المختلفين هو الذات بوجوده النفسيّ ، والآخر هو الوصف بوجوده النفسيّ ، واتّحادهما في الوجود النعتيّ الّذي يعطيه الوصف للذات (١). وهذا معنى قول المنطقيّين : «إنّ القضيّة تنحلّ إلى عقدين : عقد الوضع ، ولا يعتبر فيه إلّا الذات ، وما فيه من الوصف عنوان مشير إلى الذات فحسب. وعقد الحمل ، والمعتبر فيه الوصف فقط» (٢).
وهاهنا نوع ثالث من الحمل ، يستعمله الحكيم ، مسمّى بحمل الحقيقة والرقيقة ، مبنيّ على اتّحاد الموضوع والمحمول في أصل الوجود ، واختلافهما بالكمال والنقص ، يفيد وجود الناقص في الكامل بنحو أعلى وأشرف ، واشتمال المرتبة العالية من الوجود على كمال ما دونها من المراتب.
__________________
(١) راجع ما مرّ في تعليقتنا على الفصل الثالث من المرحلة الثانية ، الرقم (١) من الصفحة : ٥٤.
(٢) راجع شرح المطالع : ١٣٥ ـ ١٣٦.