فقد بان أنّ حقيقة الوجود (١) لا صورة عقليّة لها كالماهيّات الموجودة في الخارج الّتي لها صورة عقليّة (٢).
وبان أيضا أنّ نسبة مفهوم الوجود إلى الوجودات الخارجيّة ليست نسبة الماهيّة الكلّيّة إلى أفرادها الخارجيّة.
وتبيّن بما تقدّم أيضا أنّ المفهوم إنمّا تكون ماهيّة إذا كان لها فرد خارجيّ يقوّمه وتترتّب عليه آثارها.
__________________
(١) بمعنى الوجود العينيّ الّذي هو مصداق لمفهوم الوجود. والسرّ في ذلك أنّ العقل إنّما يدرك المفاهيم ، وهو أحد أقسام العلم الحصوليّ. والوجود الخارجيّ لا يعرف بما أنّه حقيقة عينيّة إلّا بالعلم الحضوريّ.
(٢) فإنّ الماهيّات لمّا كانت من حيث هي ليست إلّا هي ، متساوية النسبة إلى الوجود والعدم ، وإلى ترتّب الآثار وعدمه ، فجاز أن توجد في الذهن وتكون بحيث لا تترتّب عليها الآثار ، كما جاز أن توجد في الخارج وتترتّب عليها الآثار.