ومصاديقها مفهوم الوجود العامّ الواحد البديهيّ ، ومن الممتنع انتزاع مفهوم واحد من مصاديق كثيرة بما هي كثيرة غير راجعة إلى وحدة مّا (١).
__________________
ـ وهذا القول نسب أيضا إلى بعض الغربيّين ك «Tomas Akoims».
الثاني : أنّ الوجود مشترك لفظيّ بين الواجب والممكن ومشترك معنويّ بين أقسام الممكن. كما نقل عن الكشّيّ وأتباعه ، وذهب إليه جماعة من المتأخّرين كالقاضي سعيد القمّيّ رحمهالله تبعا لشيخه المولى رجب عليّ التبريزيّ. راجع شرح المواقف : ٩٢ ، و (هستى از نظر فلسفه وعرفان) : ٢٢ و ٢٤.
الثالث : أنّ الوجود مشترك معنويّ في كلّ ما يطلق عليه ، وليس له فرد أصلا ، وتكثّره إنّما هو بالوجودات المضافة إلى الماهيّات المعبّرة عنها بالحصص. وهو مذهب جماعة من المتكلّمين.
الرابع : أنّ الوجود مشترك معنويّ في كلّ ما يطلق عليه ، وله أفراد متعدّدة ، غاية الأمر واحد منها موجود خارجيّ ، وهو الواجب تعالى ، وما سواه امور خارجيّة غير قائمة بذاتها ، لا موجودات خارجيّة. وهذا ما ذهب إليه السيّد الشريف والمحقّق اللاهيجيّ.
الخامس : أنّ الوجود له فرد واحد في الخارج وراء الحصص ، وهذا الفرد هو الواجب تعالى ، وليس للممكنات وجودات اخر وراء الحصص ، فالوجود واحد والموجود كثير ، وهو قول المحقّق الدوانيّ ، ونسبه إلى ذوق المتألّهين.
السادس : أنّ الوجود له أفراد متعدّدة كلّها موجودة في الخارج بالأصالة ، وتلك الأفراد بسائط متباينة بتمام الذات ، غاية الأمر أنّها مشترك في مفهوم الوجود. وهو قول المشّائين.
السابع : أنّ الوجودات بل الموجودات ليست متكثّرة في الحقيقة ، بل هنا موجود واحد هو الله تعالى قد تعدّدت شؤونه وتكثّرت أطواره. وهذا ما ذهب إليه الصوفيّة. ونسب إلى بعض الغربيّين ك» Spinoza «.
الثامن : أنّ للوجود أفرادا متعدّدة كلّها موجودة في الخارج والوجود فيها حقيقة واحدة متشكّكة ، واختلافها إنّما هو بالشدّة والضعف وغيرهما من أقسام التشكيك. وهذا ما نسب إلى الفهلويّين ، واختاره صدر المتألّهين قدسسره ، وتبعه المصنّف رحمهالله.
وأمّا البحث عن كلّ واحد من هذه الأقوال فيحتاج إلى رسالة خاصّة ، فتدبّر.
(١) والوجه في امتناع انتزاع مفهوم واحد من مصاديق كثيرة أنّ المفهوم والمصداق واحد ذاتا ، لأنّ المفهوم من المصداق هو المصداق المفهوم ، فله وجود حقيقيّ أيضا ، غاية الأمر أنّه وجود ذهنيّ ، بخلاف وجود المصداق الّذي هو وجود خارجيّ. فإذا انتزع الواحد بما هو واحد من الكثير بما هو كثير كان الواحد بما هو واحد كثيرا بما هو كثير ، وهو محال.