وهذا المعنى ـ أعني دخول الأعدام في مراتب الوجود المحدودة وعدم دخولها (١) المؤدّي إلى الصرافة ـ نوع من البساطة والتركيب في الوجود ، غير البساطة والتركيب المصطلح عليها في موارد اخرى ، وهو البساطة والتركيب من جهة الأجزاء الخارجيّة (٢) أو العقليّة (٣) أو الوهميّة (٤).
الأمر الرابع : أنّ المرتبة كلّما تنزّلت زادت حدودها وضاق وجودها ، وكلّما عرجت وزادت قربا من أعلى المراتب قلّت حدودها واتّسع وجودها (٥) حتّى يبلغ أعلى المراتب ، فهي مشتملة على كلّ كمال وجوديّ من غير تحديد ، ومطلقة من غير نهاية.
الأمر الخامس : أنّ للوجود حاشيتين من حيث الشدّة والضعف ، وهذا ما يقضي به القول بكون الوجود حقيقة مشكّكة.
الأمر السادس : أنّ للوجود بما لحقيقته من السعة والانبساط تخصّصا بحقيقته العينيّة البسيطة ، وتخصّصا بمرتبة من مراتبه المختلفة البسيطة الّتي يرجع ما به الامتياز فيها إلى ما به الاشتراك ، وتخصّصا بالماهيّات المنبعثة عنه المحدّدة له ، ومن المعلوم أنّ التخصّص بأحد الوجهين الأوّلين ممّا يلحقه بالذات وبالوجه الثالث أمر يعرضه بعرض الماهيّات.
__________________
(١) في المرتبة العليا.
(٢) كتركّب الجسم من المادّة والصورة وبساطة غيره.
(٣) كتركّب الماهيّات المركّبة من الجنس والفصل ، وأمّا غيرها فبسيطة بحسبهما.
(٤) كتركّب الكمّ من الأجزاء الكميّة ، وغيره بسيط بحسبها.
(٥) المراد بسعة الوجود وضيقه اشتمال المرتبة على كمال أكثر أو أقلّ. (منه رحمهالله).