فإذا كان الإفتراء على الرسول صلىاللهعليهوآله ونسبة الأباطيل إلى ساحة قدسه صلىاللهعليهوآله شائعاً في زمانه وبعد زمانه من بعض الصحابة والتابعين حيث ينسبون اليه صلىاللهعليهوآله ـ وحاشاه ـ القدح في أقرب النّاس إليه كعمه وابن عمه ولا يتورعون في ذلك فما ظنّك بالاحكام ومؤنة الوضع فيها أسهل وأيسر ، فتنسب إلى النبيّ ويتلقّاه المتأخرون على أنها سنّة النبي صلىاللهعليهوآله .
ثم إذا فرضنا أن أحداً دخل الإسلام واطّلع على هذه الرّواية المشتملة على لفظ وسنّتي ، وبحث عن السنة ليتمسّك بها لتحصيل الأمن من الضلال ، ووقف على هذا الإختلاف الكثير أتراه يطمئن إلى ذلك ؟ أم تراه حائراً لا يهتدي إلى شيء ؟ أم أنّ الضرورة تحتم وجود العترة إلى جانب الكتاب ، وهي العالمة بما صدر عن النبي صلىاللهعليهوآله من قول أو فعل ؟
وخلاصة القول : إنّه بغض النظر عن سند الرّواية فإنّنا ننزّه النبي صلىاللهعليهوآله ونجلّ ساحة قدسه أن يقول وسنّتي وإنّه لفظ وضعه المفترون ( وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ) ١ ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم .
قال الكاتب : تفرقت الشيعة بما هي الى أكثر من ٢٤ فرقة
__________________
١) سورة الأنبياء ، الآية ٧٠ .