قال الكاتب : إن الأساس لتعاليم الشيعة ودعاياتهم يبتني على القول بأنّ أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآله الذين بلغ عددهم مائة ألف في حجّة الوداع خرجوا كلّهم عن الإسلام بل ارتدّوا جلّهم وكفروا بعد وفاة النبي الّا أربعة أنفار منهم فقط حسب مدعاهم .
ونقول : إنّ الصحبة للنبي صلىاللهعليهوآله في حدّ ذاتهم ليست مقياساً للعدالة والاستقامة ما لم يعضدها إيمان بالله وتقوى وعمل صالح ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) ١ ودليلنا على ذلك أن القرآن الكريم تحدث في العديد من الآيات عن أحوال الناس الذين كانوا في زمان النبي صلىاللهعليهوآله ، فوصف بعضهم بالإيمان والصّلاح ، ووصف آخرين بالنفاق ، وذكر أن قسماً منهم كان يؤذي النبي صلىاللهعليهوآله وذكر المفسّرون والمؤرّخون من القضايا والأحداث ما يدلّ على أن الصحابة لم يكونوا كلّهم على المستوى المطلوب من العدالة والاستقامة وشأنهم شأن سائر الناس .
ونحن وإن أشرنا ـ فيما تقدم ـ إلى ما كان عليه الصّحابة من الاختلاف وأنّ حالهم لا يختلف عن أحوال الناس الّا أنّنا ـ وفي
__________________
١) سورة الحجرات ، الآية ١٣ .