قال : لما حُضر رسول الله صلىاللهعليهوآله وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، قال النبي صلىاللهعليهوآله : هلمّ أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده .
فقال عمر : إنّ النبي قد تغلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت ، فاختصموا منهم من يقول : قرّبوا يكتب لكم النبي كتاباً لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلمّا اكثروا اللّغو والإختلاف عند النبي صلىاللهعليهوآله قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قوموا ، قال عبيدالله : فكان ابن عباس يقول : إنّ الرزيّة كل الرزيّة ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم ١ .
وهناك حوادث جمة وفي ما ذكرنا كفاية .
وأوّل حوادث الخلاف والإختلاف في زمانه حادثة اجتماع السّقيفة ، وما جرى فيه من الشقاق والنّزاع بين الصحابة على الخلافة (والجرح لمّا يندمل والرسول لما يقبر) وكانت هذه الحادثة قاصمة الظهر التي تمخّض عنها الجرح الذي لا يندمل والكسر الذي لا ينجبر .
__________________
١) صحيح البخاري : ج ٧ ص ١٥٦ ـ كتاب المرضى ـ دار احياء التراث العربي .