ولو قلدوا الموصى إليه زمامها |
|
|
لزمّت بمأمون عـن العثـرات |
وكلّما تقادم العهد ازدادت رقعة الخلاف بين المسلمين واتسعت ، وأصبحوا شيعاً وأحزاباً كلّ حزب بما لديهم فرحون .
وخلاصة هذه الحادثة أنّ الأنصار اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة وخطب فيهم سعد بن عبادة واتفقوا على توليته ، فبلغ الخبر إلى أبي بكر ففزع أشدّ الفزع وقام معه عمر ، ولقيهما أبو عبيدة بن الجرّاح ، فانطلقوا حتى دخلوا سقيفة بني ساعدة وفيها رجال من الأشراف ، وخطب فيهم أبو بكر ، وحمل الحسد بعض الخزرجيّين لمّا رأى ما أتفق عليه قومه من تأمير سعد بن عبادة ، فسعى في نقض الأمر على سعد ، وأوشك القتال أن يقع بينهم حتى بادر بعضهم إلى السيف ، وكادوا يطأون سعداً ، فقال سعد : قتلتموني ، فقيل : اقتلوه ، قتله الله ، وانفضّ الإجتماع بمبايعة أبي بكر ، واعتزل سعد القوم ، فكان لا يصلّي بصلاتهم ، ولا يحضر جماعتهم ، ولا يفيض بإفاضتهم ، ولو كان يجد عليهم أعوانا لصال بهم ، ولم يزل كذلك حتى قتل بالشام .
وقد رواها الطبري في تاريخه ١ وذكر ابن قتيبة تفاصيلها في
__________________
١) تاريخ الامم والملوك (تاريخ الطبري) ج ٣ ص ٢٠٣ ـ ٢١١ دار سويدان ـ بيروت لبنان .