وتلا ذلك حوادث أخرى كقضية فدك والميراث وغيرهما ممّا دفع سيّدة النّساء الزهراء عليهاالسلام إلى الوقوف في مسجد أبيها ـ بعد أن ضرب بينها وبين القوم ملاءة ـ لتعلن ضلامتها أمام المسلمين . وكان ما كان مما حفظه التاريخ إلى أن ماتت بضعة النبي صلىاللهعليهوآله وهي ساخطة ١ .
ومن الحوادث التي رصدها التاريخ في زمان أبي بكر حادثة يوم البطاح وكان بطله خالد بن الوليد ، إذ قتل مالك بن نويرة التميمي ، ونكح زوجته ـ وكانت من أجمل النساء ـ ورجع إلى المدينة رجوع الفاتحين ، وقد غرز في عمامته أسهماً ، فقام إليه عمر فنزعها وحطّمها ، وقال له : قتلت امرءاً مسلماً ثم نزوت على امرأته ، والله لأرجمنّك بأحجارك ، ثم قال لأبي بكر : إنّ خالداً قد زنى فارجمه ، قال : ما كنت لأرجمه فإنّه تأوّل فأخطأ .
قال : إنّه قتل مسلماً فاقتله به ، قال : ما كنت لأقتله به إنّه تأوّل فأخطأ ، فلما أكثر عليه قال : ما كنت لأشيم سيفاً سلّه الله تعالى ، وودى مالكاً من بيت المال وفكّ الأسرى والسبايا .
وهذا الحدث مما أطبق على روايته المؤرخون ، فقد ذكره
__________________
١) نفس المصدر : ص ١٤ .