على إمامة الائمّة الاثني عشر عليهمالسلام وقد ذكرنا في مطلع الحديث شيئاً ممّا يتعلق بهذا الموضوع .
وأمّا قوله أنّهم أكثر عبادة من الأنبياء فما هو الإشكال في ذلك أليس علماء السنّة يروون عن النبي أنّه قال : علماء اُمّتي أفضل من انبياء بني اسرائيل ، فإذا كان العالم العادي هو أفضل من أنبياء بني إسرائيل فكيف بآل بيت النبوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وكانوا ملاذاً للناس في العلم والعمل . وقد تقدم الكلام منّا مفصلاً حول هذا الموضوع .
وأمّا قوله إنّ الشيعة ذووا الأفكار الدنيئة يخدعون أنفسهم . . .
فجوابه أنه قد تبين من هو دنيء الفكر والنفس ومن هو الذي يخدع نفسه ويغالط نفسه عن اتّباع الحق والحقيقة ، إنّ الشيعة هم الذين اقتدوا بأئمّة أهل البيت عليهمالسلام في أفعالهم وأقوالهم ومعتقداتهم ، وهم الذين امتثلوا أمر الله تعالى الوارد على لسان نبيه صلىاللهعليهوآله وهو قوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) ١ والشيعة هم الذين حفظوا تراث أهل البيت عليهمالسلام عبر التاريخ ، والشيعة إنّما سمّوا بالشيعة لمشايعتهم
__________________
١) سورة الشورى ، الآية ٢٢ .