اسعده الحظّ لمطالعة كتاب تفسير مجمع البيان الذي وجد فيه أنّهم يؤمنون بالتحريف في اعتقادهم تراجع عن موقفه السابق ، فأصدر فتوى ثانية لابطال الأولى جاء فيها : إن كان من يستبطن اعتقاده وفكره بتحريف القرآن فهو كافر بلا إشكال .
ونقول : إن هذا المفتي لو تمعن في ما جاء في تفسير مجمع البيان من الدفاع عن القرآن والردّ على القائل بنقصان القرآن وتغييره وما أورده من كلام السيّد المرتضى في ذلك لما تغيّر موقفه من الشيعة .
قال الطبرسي في مقدمة الكتاب تحت عنوان الفن الخامس . . . :
ومن ذلك الكلام في زيادة القرآن ونقصانه ، فإنّه لا يليق بالتفسير ، فأمّا الزيادة فيه فمجمع على بطلانه ، وأمّا النقصان منه فقد روى جماعة من اصحابنا وقوم من حشويّة العامّة أنّ في القرآن تغييراً ونقصاناً ، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه ، ثم ذكر كلام السيد المرتضى وجاء فيه : (إن القرآن كان على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله مجموعاً مؤلّفاً على ما هو عليه الآن) وذكر الدليل على ذلك الى ان قال : (وذكر أن من خالف في ذلك من الاماميّة والحشوية ١ لا يعتد بخلافهم ، فإن الخلاف في ذلك مضاف إلى
__________________
١) الحشوية وهم العامة المنتسبون الى أهل الحديث ويلقبون بالحشوية لقبولهم الاحاديث المحشوة بالاباطيل وقيل هم الذين يحشون الاحاديث التي لا أصل لهما في الاحاديث المروية عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، او يدخلون فيها ما ليس منها .