قال : زارنا رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات يوم فقدّمنا إليه طعاما وأهدت إلينا أمّ أيمن صحفة من تمر وقعبا من لبن وزبد فقدّمنا إليه فاكل منه.
فلمّا فرغ قمت وسكبت على يدى رسول الله صلىاللهعليهوآله ماء ، فلمّا غسل يديه مسح وجهه ولحيته ببلّة يديه ثمّ قام الى مسجد فى جانب البيت وصلّى وخرّ ساجدا فبكى واطال البكاء ، ثمّ رفع رأسه فما اجترى منّا أهل البيت أحد يسأله عن شيء فقام الحسين عليهالسلام يدرج حتّى صعد على فخذى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثمّ قال يا أبت ما يبكيك.
فقال له يا بنىّ انّى نظرت إليكم اليوم فسررت بكم سرورا لم اسرّ بكم قبله مثله ، فهبط الىّ جبرئيل ، فاخبرنى أنّكم قتلى وانّ مصارعكم شتّى فحمدت الله على ذلك وسألت لكم الخيرة ، فقال له يا أبة فمن يزور قبورنا ويتعاهدها على تشتّتها ، قال طوائف من امّتى يريدون بذلك برّى وصلتى أتعاهدهم فى الموقف وآخذ باعضادهم فانجيهم من أهواله وشدائده(١)
١٨ ـ عنه حدّثنى أبى رحمهالله الله تعالى قال : حدّثنى سعد بن عبد الله بن أبى خلف عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبى بصير ، عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : انّ جبرئيل عليهالسلام أتى رسول الله صلىاللهعليهوآله والحسين عليهالسلام يلعب بين يديه فأخبره أنّ امته ستقتله.
قال فجزع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال : ألا اريك التربة التي يقتل فيها قال : فخسف ما بين مجلس رسول الله صلىاللهعليهوآله الى المكان الذي قتل فيه الحسين عليهالسلام حتّى التقتا القطعتان ، فاخذ منها ودحيت فى أسرع من طرفة عين.
__________________
(١) كامل الزيارات : ٥٨.