فيقولون تحن من أمّتك يا أحمد فأقول لهم كيف خلفتمونى من بعدى فى أهلى وعترتى وكتاب ربّى فيقولون أمّا الكتاب فضيعناه واما عترتك فحرصنا على ان نبيدهم عن آخرهم عن جديد الارض فأولّي عنهم وجهى فيصدرون ظمأ عطاشا مسودّة وجوههم.
ثمّ ترد على راية أخرى أشدّ سوادا من الاولى ، فأقول لهم كيف خلفتمونى فى الثقلين الأكبر والاصغر كتاب ربّى وعترتى فيقولون أما الأكبر فخالفنا وأمّا الاصغر فخذلنا ، ومزّقناهم كلّ ممزّق ، فأقول إليكم عنّى فيصدرون ظماء عطاشا مسودّة وجوههم.
ثمّ ترد على راية اخرى تلمع وجوههم نورا ، فأقول لهم من أنتم فيقولون نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى نحن أمّة محمّد صلىاللهعليهوآله ونحن بقيّة أهل الحق حملنا كتاب ربّنا ، فاحللنا حلاله وحرّمنا حرامه وأحببنا ذرية نبينا محمّد صلىاللهعليهوآله.
فنصرناهم من كلّ ما نصرنا منه ، أنفسنا وقاتلنا معهم من ناواهم فأقول لهم ابشروا فأنا نبيّكم محمّد صلىاللهعليهوآله لقد كنتم فى دار الدنيا كما وصفتم ثمّ أسقيهم من حوضى فيصدرون مرويين مستبشرين ثمّ يدخلون الجنّة خالدين فيها أبد الآبدين (١).
٧٩ ـ روى الطبرى : عن العلاء بن أبى عاثة قال : حدّثنى رأس الجالوت ، عن أبيه قال : ما مررت بكربلاء إلّا وأنا أركض دابتى حتّى أخلف المكان ، قال : قلت : لم؟ قال كنّا نتحدّث أن ولد نبىّ مقتول فى ذلك المكان ؛ قال : وكنت أخاف أن أكون أنا ، فلمّا قتل الحسين قلنا : هذا الّذي كنا نتحدّث. قال : وكنت بعد ذلك إذا مررت بذلك المكان أسير ولا أركض (٢).
٨٠ ـ الحاكم النيشابوريّ : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن على الجوهرى ببغداد ،
__________________
(١) اللهوف : ٧.
(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٩٣.