الله عزوجل قلوبنا وأنطق به السنتنا فنطقت باذن الله عزوجل.
لقد سمعت جدّى رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إنّ الخلافة محرّمة على ولد أبى سفيان وكيف ابايع أهل بيت قد قال فيهم رسول الله صلىاللهعليهوآله هذا ، فلمّا سمع عتبة ذلك دعا الكاتب وكتب بسم الله الرّحمن الرّحيم إلى عبد الله يزيد أمير المؤمنين من عتبة بن أبى سفيان ، أمّا بعد فان الحسين بن علىّ ليس يرى لك خلافة ولا بيعة فرأيك فى أمره والسلام.
فامّا ورد الكتاب على يزيد لعنه الله كتب الجواب الى عتبة ، أمّا بعد فاذا أتاك كتابى هذا فعجّل علىّ بجوابه وبيّن لى فى كتابك كلّ من فى طاعتى أو خرج عنها وليكن مع الجواب رأس الحسين بن على عليهالسلام ، فبلغ ذلك الحسين فهمّ بالخروج من أرض الحجاز الى أرض العراق ، فلمّا أقبل الليل راح الى مسجد النبيّ صلىاللهعليهوآله ليودّع القبر ، فلمّا وصل الى القبر سطع له نور من القبر ، فعاد الى موضعه.
فلمّا كانت الليلة الثانية راح ليودّع القبر فقام يصلّى ، فأطال فنعس وهو ساجد ، فجاءه النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو فى منامه فأخذ الحسين عليهالسلام وضمّه الى صدره ، وجعل يقبل عينيه ويقول : بأبى أنت وكأنّى أراك مرمّلا بدمك بين عصابة من هذه الامّة يرجون شفاعتى ما لهم عند الله من خلاق يا بنىّ ، انّك قادم على أبيك وأمك وأخيك وهم مشتاقون إليك ، وانّ لك فى الجنّة درجات لا تنالها الّا بالشهادة.
فانتبه الحسين عليهالسلام من نومه باكيا ، فأتى أهل بيته فأخبرهم بالرؤيا وودّعهم وحمل اخواته على المحامل وابنته وابن أخيه القاسم بن الحسن بن على عليهماالسلام ، ثمّ صار فى أحد وعشرين رجلا من أصحابه وأهل بيته منهم أبو بكر بن على ، ومحمّد ابن على ، وعثمان بن على ، والعبّاس بن على ، وعبد الله بن مسلم بن عقيل ، وعلىّ