الله ما أبايع يزيد أبدا.
قال الحسين بن على عليهماالسلام أنا لا بدّ لى من الدخول على الوليد وأنظر ما يقول ، ثمّ قال لمن حوله من أهل بيته إذا أنا دخلت على الوليد وخاطبته وخاطبنى وناظرته وناظرنى كونوا على الباب ، فاذا سمعتم الصيحة قد علت والاصوات قد ارتفعت ، فاهجموا إلى الدار ولا تقتلوا أحدا ولا تثيروا إلى الفتنة فلمّا دخل عليه ، وقرء الكتاب ، قال ما كنت أبايع ليزيد ، فقال مروان : بايع لأمير المؤمنين.
فقال الحسين كذبت ويلك على المؤمنين من أمّره عليهم فقام مروان وجرّد سيفه ، وقال مر سيّافك أن يضرب عنقه قبل قبل أن يخرج من الدّار ودمه فى عنقى ، وارتفعت الصيحة فهجم تسعة عشر رجلا من أهل بيته وقد انتضوا خناجرهم ، فخرج الحسين عليهالسلام معهم ووصل الخبر الى يزيد فعزل الوليد وولّاها مروان (١).
٧ ـ قال ابن طاوس : فلمّا توفّى معاوية بن أبى سفيان ، وذلك فى رجب سنة ستّين من الهجرة ، كتب يزيد إلى الوليد بن عتبة ، وكان أمير المدينة يأمره بأخذ البيعة على أهلها عامة وخاصّة على الحسين عليهالسلام ، ويقول له : ان أبى عليك فاضرب عنقه وابعث إلىّ برأسه ، فاحضر الوليد المروان ، واستشاره فى أمر الحسين عليهالسلام ، فقال انّه لا يقبل ولو كنت مكانك لضربت عنقه فقال الوليد : ليتنى لم أك شيئا مذكورا.
ثمّ بعث إلى الحسين عليهالسلام ، فجائه فى ثلاثين رجلا من أهل بيته ومواليه ، فنعى الوليد إليه موت معاوية ، وعرض عليه البيعة ليزيد ، فقال : أيّها الأمير إنّ البيعة لا تكون سرّا ولكن اذا دعوت الناس غدا فادعنا معهم ، فقال مروان : لا تقبل أيّها الأمير عذره ومتى لم يبايع فاضرب عنقه ، فغضب الحسين عليهالسلام ثمّ قال ويل لك
__________________
(١) المناقب : ٢ / ٢٠٧.