نأتيه.
ثمّ قال ابن الزبير للحسين : ظنّ فيما تراه بعث إلينا فى هذه الساعة الّتي ليس له عادة بالجلوس فيها الّا لامر ، فقال الحسين أظنّ طاغيتهم قد هلك فبعث إلينا ليأخذ البيعة علينا ليزيد ، قبل أن يفشو فى الناس الخبر ، قال ابن الزبير هو ذاك ، فما تريد أن تصنع قال : أجمع فتيانى وأذهب إليه فجمع أهله وفتيانه ثمّ قال اذا دعوتكم فاقتحموا ، ثمّ دخل على الوليد ومروان عنده ، فاقرأه كتاب يزيد ودعاه الى البيعة.
فقال مثلى لا يبايع سرّا بل على رءوس الناس وهو أحبّ إليكم ، وكان الوليد يحبّ العافية فقال انصرف فى دعة الله ، حتّى تأتينا مع الناس ، فقال له مروان : والله لئن فارقك الساعة ولم يبايع لا قدرت عليه أبدا ، حتّى تكثر القتلى بينكما احبس الرجل عندك حتّى يبايع أو تضرب عنقه ، فوثب الحسين قائما وقال يا ابن الزرقاء هو يقتلنى أو أنت كذبت وأثمت ، ثمّ خرج فقال الوليد يا مروان والله ما أحبّ أنّ لى ما طلعت عليه الشمس وانّى قتلت حسينا (١).
١٤ ـ قال الحافظ ابن عساكر : قالوا : لمّا حضر معاوية الهلاك دعا يزيد بن معاوية ، فأوصاه بما أوصاه به ، وقال له : انظر حسين بن على وابن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فانّه أحبّ الناس الى الناس ، فصل رحمه وارفق به يصلح لك أمره ، فان يك منه شيء فانّى أرجو أن يكفيكه الله بمن قتل أباه ، وخذل أخاه ، وتوفى معاوية ليلة النصف من رجب سنة ستّين وبايع الناس ليزيد.
فكتب يزيد مع عبد الله بن عمرو بن أويس العامرى من بنى عامر ابن لؤيّ الى الوليد بن عتبة بن أبى سفيان وهو على المدينة : أن ادع الناس فبايعهم وابدأ يوجوه قريش ، وليكن أوّل من تبدأ به الحسين بن علىّ بن أبى طالب ، فانّ أمير
__________________
(١) تذكرة الخواص : ٢٣٥.