يزيد ، وكتب عبد الله بن مسلم الحضرمى ، الى يزيد بن معاوية أنّ مسلم بن عقيل قدم الى الكوفة ، فبايعته الشيعة للحسين بن على ، فان كان لك فى الكوفة حاجة فابعث إليها رجلا قويّا ، فانّ النعمان بن بشير رجل ضعيف (١).
٣ ـ قال الفتال : دعا الحسين مسلم بن عقيل مع قيس بن مسهّر الصيداوى ، وعمارة بن عبد الله السّلولى ، وعبد الرحمن بن عبد الله الارحبى وأمره بتقوى الله وكتمان أمره ، واللّطف ، فان رأى الناس مجمعين مستوثقين عجّل إلىّ بذلك ، فاقبل مسلم حتّى أتى الكوفة فنزل دار المختار بن أبى عبيدة ، وهى تدعى دار سلام بن المسيّب ، فاقبلت الشيعة يختلف إليه فكلّما اجتمع إليه منهم جماعة قرأ عليهم كتاب الحسين عليهالسلام ، وهم يبكون وبايعه النّاس حتّى بايعه منهم ثمانية عشر الفا.
فكتب مسلم الى الحسين بن على عليهماالسلام ، يخبره ببيعة ثمانية عشر الفا ويأمره بالقدوم ، وجعلت الشيعة يختلف الى مسلم بن عقيل رضى الله عنه ، حتّى علم بمكانه ، فبلغ النعمان بن بشير وكان واليا على الكوفة من قبل معاوية فأقره يزيد عليها ، وكتب عبد الله بن مسلم وعمارة بن عقبة وعمر بن سعد إلى يزيد بن معاوية أمّا بعد فان مسلم بن عقيل قدم الكوفة ، فبايعه شيعة الحسين بن على عليهماالسلام ، فان يكن لك فى الكوفة حاجة فابعث إليها رجلا قويّا ، ينفذ امرك ويعمل مثل عملك فى عدوّك ، فان النعمان بن بشير رجل ضعيف أو هو يتضعّف (٢).
٤ ـ قال ابن شهرآشوب : كتب مع مسلم بن عقيل بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علىّ إلى الملأ من المسلمين والمؤمنين ، أمّا بعد فانّ هانيا وسعيدا قدما علىّ بكتبكم ، وكانا آخر من قدم علىّ من رسلكم ، وقد فهمت كلّ الّذي اقتصصتم ، وذكرتم ، ومقالة جلّكم أنّه ليس لنا إمام ، فأقبل لعلّ الله أن يجمعنا بك على الهدى ،
__________________
(١) اعلام الورى : ٢٣١.
(٢) روضة الواعظين : ١٤٨.