فأقبل مسلم بن عمرو حتّى قدم على عبيد الله بالبصرة ، فأمر عبيد الله بالجهاز والتهيؤ والمسير الى الكوفة من الغد ، وقد كان حسين كتب الى أهل البصرة كتابا (١)
٢٦ ـ عنه قال هشام : قال أبو مخنف : حدّثنى الصقعب بن زهير ، عن أبى عثمان النّهدى قال : كتب حسين مع مولى لهم يقال له : سليمان وكتب نسخة الى رءوس الاخماس بالبصرة والى الاشراف ، فكتب الى مالك بن ، مسع البكرى والى الاحنف بن قيس ، والى المنذر بن الجارود ، والى مسعود بن عمرو ، والى قيس بن الهيثم ، والى عمرو بن عبيد الله بن معمر ، فجاءت منه نسخة واحدة الى جميع أشرافها.
أمّا بعد فانّ الله اصطفى محمّدا صلىاللهعليهوآله على خلقه ، وأكرمه بنبوّته ، واختاره لرسالته ، ثمّ قبضه الله إليه ، وقد نصح لعباده ، وبلّغ ما أرسل به صلىاللهعليهوآله ، وكنّا أهله وأولياءه ، وأوصياءه ورثته وأحقّ الناس بمقامه فى الناس ، فاستأثر علينا قومنا بذلك ، فرضينا وكرهنا الفرقة ، وأحببنا العافية ، ونحن نعلم أنا أحقّ بذلك الحقّ المستحقّ علينا ممّن تولّاه ، وقد أحسنوا وأصلحوا ، وتحرّوا الحق ، فرحمهمالله ، وغفر لنا ولهم.
قد بعثت رسولى إليكم بهذا الكتاب ، وأنا أدعوكم الى كتاب الله وسنّة نبيّه صلىاللهعليهوآله ، فانّ السنّة قد أميتت ، وانّ البدعة قد أحييت ، وإن تسمعوا قولى وتطيعوا أمرى أهدكم سبيل الرشاد ، والسلام عليكم ورحمة الله.
فكلّ من قرأ ذلك الكتاب من أشراف الناس كتمه ، غير المنذر بن الجارود ، فانّه خشى بزعمه أن يكون دسيسا من قبل عبيد الله ، فجاءه بالرسول من العشيّة
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٥٦.