أحوالهم على الجملة والتفصيل ، وتعلم ما لهم من المكانة بالبرهان والدليل ، فتدبّر كلامهم فى مواعظهم وخطبهم ، وأنحاء هم ومقاصدهم وكتبهم ، تجده مشتملا على المفاخر الّتي جمعوها وغوارب الشرف التي افترعوها ، وغرائب المحاسن التي سنّوها وشرعوها.
فان أفعالهم تناسب أقوالهم ، وكلّها تشبه أحوالهم ، فالاناء ينضح بما فيه ، والولد بضعة من أبيه ، وليس من يضلّه الله كمن يهديه ، ولا من أذهب عنه الرجس وطهّره كمن حار فى ليل الباطل فهو أبدا فيه ، والكريم يحذو حذو الكريم والشرف الحادث دليل على الشرف القديم ، والاصول لا تخيب ، والنجيب ابن النجيب ، وما أشدّ الفرق بين البعيد والقريب ، والاجنبى والنسيب.
فالواحد منهم عليهمالسلام يجمع خلال الجميع ، ويدلّ على أهل بيته دلالة الزهر على الربيع ، ولو اقتصرت على ذكر مناقب أحدهم عليهمالسلام لم أك فى حقّ الباقين مقصّرا ، ولنا دانى لسان الحال ، اكتف بما ذكرت ، فدليل على الذي لا تراه الّذي ترى ، نفعنى الله بحبّهم وقد فعل ، وألحقنى بتربه أوليائهم ومحبيهم الاوّل ، وأوزعنى أن اشكر فضله وإن عظم عن الشكر وجلّ (١).
٢٣ ـ الفتال ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اللهمّ أحبّهما فأحبّهما وأحبب من أحبّهما (٢).
٢٤ ـ عنه ، قال عليهالسلام من أحبّ الحسن والحسين أحببته ومن أحببته أحبّة الله ومن أحبّه الله أدخله الجنّة ومن أبغضهما أبغضته ومن أبغضته أبغضه الله وخلّده النار (٣)
__________________
(١) كشف الغمة : ٢ / ٣٢.
(٢) روضة الواعظين : ١٤٢.
(٣) روضة الواعظين : ١٤٢.