أبا ثمامة الصائدى ، فقبض ماله الّذي جاء به ـ وهو الّذي كان يقبض أموالهم ، وما يعين به بعضهم بعضا ، يشترى لهم السلاح ، وكان به بصيرا ، وكان من فرسان العرب ووجوه الشيعة.
أقبل ذلك الرجل يختلف إليهم ، فهو أوّل داخل وآخر خارج ، يسمع أخبارهم ، ويعلم أسرارهم ، ثمّ ينطلق بها حتّى يقرّها فى أذن ابن زياد ، قال : وكان هانئ يغدو ويروح الى عبيد الله ، فلمّا نزل به مسلم انقطع من الاختلاف وتمارض فجعل لا يخرج ، فقال ابن زياد لجلسائه : ما لي لا أرى هانئا! فقالوا : هو شاك ، فقال : لو علمت بمرضه لعدّته (١).
٣٠ ـ عنه قال أبو مخنف : فحدّثنى المجالد بن سعيد ، قال : دعا عبيد الله محمّد ابن الاشعث وأسماء بنت خارجة ، قال أبو مخنف : حدّثنى الحسن بن عقبة المرادى أنّه بعث معهما عمرو بن الحجّاج الزبيدى ، قال أبو مخنف : وحدّثنى نمير بن وعلة ، عن أبى الودّاك ، قال : كانت روعة أخت عمرو بن الحجّاج تحت هانى بن عروة ، وهى أمّ يحيى بن هانى ، فقال لهم : ما يمنع هانى بن عروة من اتياننا؟ قالوا : ما ندرى أصلحك الله! وانّه ليتشكّى.
قال : قد بلغنى أنّه قد برأ ، وهو يجلس على باب داره ، فالقوه ، فمروه ألّا يدع ما عليه فى ذلك من الحقّ ، فانّى لا أحبّ أن يفسد عندى مثله ، من أشراف العرب ، فأتوه حتّى وقفوا عليه عشيّة وهو جالس على بابه ، فقالوا : ما يمنعك من لقاء الامير ، فانّه قد ذكرك ، وقد قال : لو أعلم أنّه شاك لعدته؟
فقال لهم : الشكوى تمنعنى ، فقالوا له : يبلغه أنّك تجلس كلّ عشيّة على باب
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٦١.