٣٣ ـ قال أبو مخنف : حدّثنى يوسف بن يزيد ، عن عبد الله بن حازم ، قال : أنا والله رسول ابن عقيل الى القصر ، لا نظر الى ما صار أمر هانى ، قال : فلمّا ضرب وحبس ركبت فرسى وكنت أوّل أهل الدار دخل على مسلم بن عقيل بالخبر ، وإذا نسوة لمراد مجتمعات ينادين : يا عثرتاه! يا ثكلاه! فدخلت على مسلم بن عقيل بالخبر ، فأمرنى أن أنادى فى أصحابه وقد ملأ منهم الدور حوله ، وقد بايعه ثمانية عشر ألفا ، وفى الدور أربعة آلاف رجل.
فقال لى : ناد ، يا منصور امت ، فناديت : يا منصور امت ، وتنادى أهل الكوفة فاجتمعوا إليه ، فعقد مسلم لعبيد الله بن عمرو بن عزيز الكندى على ربع كندة ، وربيعة ، وقال : سر أمامى فى الخيل ، ثمّ عقد لمسلم بن عوسجة الاسدى على ربع مذحج وأسد ، وقال : أنزل فى الرجال ، فأنت عليهم ؛ وعقد لابي ثمامة الصائدى على ربع تميم وهمدان ، وعقد لعباس بن جعدة الجدلى على ربع المدينة ، ثمّ أقبل نحو القصر ، فلمّا بلغ ابن زياد اقباله تحرّز فى القصر ، وغلّق الأبواب (١).
٣٤ ـ عنه قال أبو مخنف : وحدّثنى يونس بن أبى اسحاق ، عن عبّاس الجدلى قال : خرجنا مع ابن عقيل أربعة آلاف ، فما بلغنا القصر الّا ونحن ثلاثمائة ، قال : وأقبل مسلم يسير فى الناس من مراد حتّى أحاط بالقصر ، ثمّ انّ الناس تداعوا إلينا واجتمعوا ، فو الله ما لبثنا الّا قليلا حتّى امتلأ المسجد من الناس والسوق ، وما زالوا يثوّبون حتّى المساء ، فضاق بعبيد الله ذرعه ، وكان كبر أمره أن يتمسّك بباب القصر.
ليس معه الّا ثلاثون رجلا من الشرط وعشرون رجلا من أشراف الناس وأهل بيته ومواليه ، وأقبل أشراف الناس يأتون ابن زياد من قبل الباب الذي يلى
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٦٨.