دار الروميين ، وجعل من بالقصر مع ابن زياد يشرفون عليهم ، فينظرون إليهم فيتّقون أن يرموهم بالحجارة ، وأن يشتموهم وهم لا يفترون على عبيد الله وعلى أبيه.
دعا عبيد الله كثير بن شهاب ابن الحصين الحارثى ، فأمره أن يخرج فيمن أطاعه من مذحج ، فيسير بالكوفة ، ويخذل الناس عن ابن عقيل ، ويخوّفهم الحرب ، ويحذّرهم عقوبة السلطان ، وأمر محمّد بن الاشعث أن يخرج فيمن أطاعه من كندة ، وحضر موت ، فيرفع راية أمان لمن جاءه من الناس ، وقال مثل ذلك للقعقاع بن شور الذهلى ، وشبث بن ربعى التميمى وحجّار بن أبجر العجلى ، وشمر بن ذى الجوشن العامرى ، وحبس سائر وجوه الناس عنده استيحاشا إليهم ، لقلّة عدد من معه من الناس ، وخرج كثير بن شهاب يخذل الناس عن ابن عقيل (١).
٣٥ ـ عنه قال أبو مخنف : فحدّثنى أبو جناب الكلبى ، أن كثيرا ألفى رجلا من كلب ، يقال له عبد الاعلى بن يزيد ، قد لبس سلاحه يريد ابن عقيل فى بنى فتيان ، فأخذه حتّى أدخله على ابن زياد ، فأخبره خبره ، فقال لابن زياد : إنمّا أردتك ؛ قال : وكنت وعدتنى ذلك من نفسك ؛ فأمر به فحبس ، وخرج محمّد بن الاشعث حتّى وقف عند دور بنى عمارة ، وجاءه عمارة بن صلخب الأزدى وهو يريد ابن عقيل ، عليه سلاحه.
فأخذه فبعث به الى ابن زياد فحبسه ، فبعث ابن عقيل الى محمّد بن الاشعث من المسجد عبد الرحمن بن شريح الشبامى ، فلمّا رأى محمّد بن الاشعث كثرة من أتاه ، أخذ يتنحّى ويتأخّر ، وأرسل القعقاع بن شور الذهلى ، الى محمّد بن الاشعث ، قد جعلت على ابن عقيل من العرار ، فتأخّر عن موقفه ، فأقبل حتّى دخل على ابن
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٦٩.