غلاما يدعى سليمان فجاءه بماء قلّة فسقاه (١).
٤٢ ـ عنه قال أبو مخنف : حدّثنى سعيد بن مدرك بن عمارة ، أنّ عمارة بن عقبة بعث غلاما له يدعى قيسا فجاءه بقلّة عليها منديل ومعه قدح ، فصبّ فيه ماء ثمّ سقاه فأخذ كلّما شرب امتلأ القدح دما ، فلمّا ملأ القدح المرّة الثالثة ذهب ليشرب فسقت ثنيتاه فيه ، فقال : الحمد لله لو كان لى من الرزق المقسوم شربته وأدخل مسلم على ابن زياد فلم يسلّم عليه بالامرة ، فقال له الحرسىّ : ألا تسلّم على الأمير؟.
فقال له : إن كان يريد قتلى فما سلامى عليه ، وإن كان لا يريد قتلى فلعمرى ليكثرنّ سلامى عليه ، فقال له ابن زياد : لعمرى لتقتلنّ قال : كذلك ، قال : نعم قال : فدعنى أوصى الى بعض قومى فنظر الى جلساء عبيد الله وفيهم عمر بن سعد ، فقال : يا عمر إنّ بينى وبينك قرابة ، ولى إليك حاجة ، وقد يجب لى عليك نجح حاجتى ، وهو سرّ فأبى أن يمكّنه من ذكرها ، فقال له عبيد الله : لا تمتنع أن تنظر فى حاجة ابن عمّك ، فقام معه فجلس حيث ينظر إليه ابن زياد.
فقال له : انّ علىّ بالكوفة دينا استدنته منذ قدمت الكوفة سبعمائة درهم ، فاقضها عنّى وانظر جثّتى فاستوهبها من ابن زياد ، فوارها وابعث الى حسين من يردّه ، فانّى قد كتبت إليه أعلمه أنّ الناس معه ولا أراه الّا مقبلا فقال عمر لابن زياد : أتدري ما قال لى ، انّه ذكر كذا وكذا. قال له ابن زياد : إنّه لا يخونك الأمين ولكن قد يؤتمن الخائن.
أمّا مالك فهو لك ولسنا نمنعك ، أن تصنع فيه ما أحببت وأما حسين فانّه إن لم يردنا لم نرده وان أرادنا لم نكفّ عنه وأمّا جثّته فانّا لن نشفعك فيها انّه ليس بأهل
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٧٦.