فقال له حسين : كلّ ما حمّ نازل ، وعند الله نحتسب أنفسنا ، وفساد أمّتنا. وقد كان مسلم بن عقيل حيث تحوّل الى دار هانى بن عروة وبايعه ثمانية عشر ألفا قدّم كتابا الى حسين مع عباس بن أبى شبيب الشاكرى : أمّا بعد ، فانّ الرائد لا يكذب أهله وقد بايعنى من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا فعجل الاقبال حين يأتيك كتابى ، فانّ الناس كلّهم معك ليس لهم فى آل معاوية رأى ولا هوى والسلام.
أقبل محمّد بن الأشعث بابن عقيل الى باب القصر ، فاستأذن فأذن له فأخبر عبيد الله خبر ابن عقيل ، وضرب بكير إيّاه ، فقال : بعدا له! فأخبره محمّد بن الأشعث بما كان منه وما كان من أمانه إيّاه ، فقال عبيد الله : ما أنت والأمان! كأنّا أرسلناك لتأتينا به فسكت ، وانتهى ابن عقيل الى باب القصر ، وهو عطشان وعلى باب القصر ناس جلوس ، ينتظرون الاذن منهم عمارة بن عقبة بن أبى معيط ، وعمرو بن حريث ومسلم بن عمرو وكثير بن شهاب (١).
٤٠ ـ عنه قال أبو مخنف : فحدّثنى قدامة بن سعد أنّ مسلم بن عقيل حين انتهى الى باب القصر فإذا قلّة باردة موضوعة على الباب ، فقال ابن عقيل اسقونى من هذا الماء فقال له مسلم بن عمرو : أتراها ما أبردها! لا والله لا تذوق منها قطرة أبدا حتّى تذوق الحميم فى نار جهنّم! قال له ابن عقيل : ويحك! من أنت قال : أنا ابن من عرف الحقّ اذا أنكرته ونصح لامامه إذ غششته وسمع وأطاع اذ عصيته وخالفت أنا مسلم بن عمرو الباهلى ، فقال ابن عقيل : لأمك الثكل! ما أجفاك وما أفظّك وأقسمى قلبك وأغلظك! أنت يا ابن باهلة أولى بالحميم والخلود فى نار جهنّم منّى ثمّ جلس متساندا الى حائط (٢).
٤١ ـ عنه قال أبو مخنف : فحدّثنى قدامة بن سعد ، أن عمرو بن حريث بعث
__________________
(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٧٥.
(٢) تاريخ الطبرى : ٥ / ٣٧٥.