١٨ ـ قال الدينورى : ومضى الحسين عليهالسلام ، حتّى اذا صار ببطن الرمة ، كتب الى أهل الكوفة «بسم الله الرحمن الرحيم ، من الحسين بن على الى اخوانه من المؤمنين بالكوفة ، سلام عليكم ، أمّا بعد ، فان كتاب مسلم بن عقيل ورد علىّ باجتماعكم لى : وتشوّفكم الى قدومى ، وما أنتم عليه منطوون من نصرنا ، والطلب بحقّنا ، فأحسن الله لنا ولكم الصنيع ، وأصابكم على ذلك بأفضل الذخر ، وكتابى إليكم من بطن الرمة ، وأنا قادم عليكم ، وحثيث السير إليكم ، والسلام».
ثمّ بعث بالكتاب مع قيس بن مسهر ، فسار حتّى وافى القادسيّة ، فأخذه حصين بن نمير ، وبعث به الى ابن زياد ، فلمّا أدخل عليه أغلظ لعبيد الله ، فأمر به أن يطرح من أعلى سور القصر الى الرحبة ، فطرح ، فمات (١).
١٩ ـ قال سبط ابن الجوزى : قال هشام بن محمّد : كان الحسين ، قد بعث قيس ابن مسهر الى مسلم بن عقيل ، ليستعلم خبره قبل أن يصل إليه ، فأخذه ابن زياد ، وقال له قم فى الناس واشتم الكذاب يعنى الحسين ، فقام على المنبر وقال : أيّها الناس انّى تركت الحسين بالحاجز وأنا رسوله إليكم ، لتنصروه ، فلعن الله الكذاب ابن الكذّاب ابن زياد فطرح من القصر فمات (٢).
٢٠ ـ قال الطبرى : قال أبو مخنف : وحدّثنى محمّد بن قيس ، أنّ الحسين أقبل حتّى اذا بلغ الحاجز من بطن الرّمة ، بعث قيس بن مسهر الصيداوى الى أهل الكوفة ، وكتب معه إليهم :
بسم الله الرحمن الرحيم ، من الحسين بن على الى اخوانه من المؤمنين والمسلمين ، سلام عليكم ، فانى أحمد إليكم الله الذي لا إله الّا هو ، أمّا بعد ، فانّ كتاب مسلم بن عقيل جاءنى يخبرنى فيه بحسن رأيكم ، واجتماع ، ملئكم ، على
__________________
(١) الاخبار الطوال : ٢٤٥.
(٢) تذكرة الخواص : ٢٤٥.