أخى سمعت فى ليلتى هاتفا يهتف :
ألا يا عين فاحتفلى بجهدي |
|
ومن يبكى على الشهداء بعدى |
إلى قوم تسوقهم المنايا |
|
بمقدار إلى انجاز وعد |
فلمّا وصل إلى الثعلبيّة جعل يقول : باتوا نياما والمنايا تسرى فقال علىّ بن الحسين الاكبر : ألسنا على الحقّ قال بلى قال : إذا والله ما نبالى (١).
٥٢ ـ قال ابن طاوس : قال الراوى : ثمّ سار حتّى نزل الثعلبية وقت الظهيرة ، فوضع رأسه فرقد ، ثمّ استيقظ فقال : قد رأيت هاتفا يقول : أنتم تسرعون ، والمنايا تسرع بكم ، إلى الجنّة ، فقال له : ابنه علىّ يا أبه فلسنا على الحقّ ، فقال بلى يا بنىّ ، والله الّذي إليه مرجع العباد فقال يا أبه إذن لا نبالى بالموت ، فقال الحسين عليهالسلام جزاك الله يا بنىّ خير ما جزا ولدا عن والده (٢).
٥٣ ـ قال أبو الفرج : قال أبو مخنف : فحدّثنى عبد الرحمن بن جندب ، عن عتبة بن سمعان الكلبى ، قال : لمّا ارتحلنا من قصر ابن مقاتل ، وسرنا ساعة خفق رأس الحسين خفقه ، ثمّ انتبه فأقبل يقول : «إنّا لله وإنّا إليه راجعون» و «الحمد لله ربّ العالمين» مرّتين ، فأقبل إليه علىّ بن الحسين وهو على فرس فقال له : يا أبت جعلت فداك ممّ استرجعت؟ وعلام حمدت الله؟
قال الحسين : يا بنىّ إنّه عرض لى فارس على فرس ، فقال : القوم يسيرون والمنايا تسرى إليهم ، فعلمت أنها أنفسنا نعيت إلينا ، فقال : يا أبتاه لا أراك الله سوء أبدا ألسنا على الحقّ؟ قال : بلى والّذي يرجع إليه العباد ، فقال : يا أبت فاذا لا نبالى قال : جزاك الله خير ما جزى ولد عن والده (٣)
__________________
(١) المناقب : ٢ / ٢١٣.
(٢) اللهوف : ٣٠.
(٣) مقاتل الطالبيين : ٧٤.