فقال له أبو سعيد ألا تغدو إليه قال بلى فتواعدوا ان يغدوا إليه وغدوت معهما فاستأذن أبو سعيد فأذن فدخلنا فاستأذن لابن عمرو فلم يزل به حتّى أذن له الحسين ، فدخل فلمّا رآه زحل له ، وهو جالس إلى جنب الحسين فمدّه الحسين إليه فقام ابن عمرو فلم يجلس ، فلمّا رأى ذلك خلا عن أبى سعيد فازحل له فجلس بينهما فنقص أبو سعيد القصة ، فقال أكذاك يا ابن عمرو أتعلم انّى أحبّ أهل الارض إلى أهل السماء قال : أى وربّ الكعبة إنّك لا حب أهل الارض إلى أهل السماء.
قال فما حملك على أن قاتلتنى وأبى يوم صفين والله لابي خير منى قال أجل ولكن عمرو شكانى إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال إن عبد الله يصوم النهار ويقوم الليل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله صلّ ونم ، وصم وافطر وأطع عمروا ، فلمّا كان يوم صفّين اقسم على والله ما كثرت لهم سوادا ولا اخترطت لهم سيفا ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم ، فقال الحسين: أما علمت انّه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق قال : بلى قال كأنه قبل منه (١).
٤٢ ـ روى ابن الجوزى عن ابن عمرو قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ريحانتاى من الدنيا يعنى الحسن والحسين عليهماالسلام (٢)
٤٣ ـ الحافظ ابن عساكر ، أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله ، يحيى ابنا الحسن ، وأبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء قالوا : أنبأنا أبو جعفر ابن المسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلص ، أنبأنا أحمد بن سليمان ، أنبأنا الزبير ، حدّثنى إبراهيم بن حمزة ، عن إبراهيم بن على الرافعى ، عن أبيه عن جدّته زينب بنت أبى رافع ، قالت : أتت فاطمة بنت النبيّ صلىاللهعليهوآله بابنيها الى رسول الله صلىاللهعليهوآله فى شكواه الذي توفّى فيه ، فقالت : يا رسول الله هذان ابناك تورثهما شيئا؟ قال : امّا حسن فأنّ له هيبتى وسؤددى و
__________________
(١) مجمع الزوائد : ٩ / ١٨٦.
(٢) صفة الصفوة : ١ / ٣٢١.