محطّ رحالنا ، ومقتل رجالنا ، وسفك دماءنا ، ثمّ أقبل عمر بن سعد فى أربعة آلاف حتّى نزل بالحسين عليهالسلام ، وبعث من غده قرة بن قيس الحنظلى يسأله ما الّذي جاء به ، فلمّا بلّغ رسالته ، قال الحسين كتب الىّ أهل مصركم أن أقدم ، فأمّا إذا كرهتمونى ، فأنا أنصرف عنكم فلمّا سمع عمر جوابه كتب إلى ابن زياد بذلك فلمّا رأى ابن زياد كتابه قال : الآن إذ علقت مخالبنا به يرجو النجاة ولات حين مناص (١).
٤ ـ قال ابن طاوس : ثمّ إنّ الحسين عليهالسلام ، قام وركب وسار وكلّما أراد المسير ، يمنعونه تارة ويسايرونه أخرى حتّى بلغ كربلاء ، وكان ذلك فى اليوم الثانى من المحرّم فلمّا وصلها قال : ما اسم هذه الارض فقيل كربلا فقال عليهالسلام : اللهمّ إنّى أعوذ بك من الكرب والبلاء ، ثمّ قال هذا موضع كرب وبلاء انزلوا ، هاهنا محطّ رحالنا ، ومسفك دمائنا ، وهنا محلّ قبورنا ، بهذا حدثني جدّى رسول إله صلىاللهعليهوآله فنزلوا جميعا ونزل الحرّ وأصحابه ناحية وجلس الحسين عليهالسلام يصلح سيفه ويقول :
يا دهر اف لك من خليل |
|
كم لك بالاشراق والأصيل |
من طالب وصاحب قتيل |
|
والدهر لا يقنع بالبديل |
وكلّ حىّ سالك سبيل |
|
ما اقرب الوعد من الرحيل |
وإنّما الأمر إلى الجليل |
قال الراوى : فسمعت زينب بنت فاطمة عليهاالسلام ، ذلك ، فقالت يا أخى هذا كلام من أيقن بالقتل ، فقال عليهالسلام : نعم يا اختاه فقالت زينب : وا ثكلاه ينعى الحسين عليهالسلام إلى نفسه ، قال : وبكى النسوة ولطمن الخدود وشققن الجيوب ، وجعلت أمّ كلثوم تنادى وا محمّداه وا عليّاه وا أماه وأخاه وا حسيناه وا ضيعتنا بعدك يا أبا عبد الله قال : فعزّاها الحسين عليهالسلام وقال لها يا أختاه تعزى بعزاء الله.
__________________
(١) المناقب : ٢ / ٢١٤.