آخرته بدنياه ودعاه الى ولاية الحرب فلبّاه وخرج لقتال الحسين عليهالسلام ، فى أربعة آلاف فارس ، وأتبعه ابن زياد بالعساكر ، لعنهم الله حتّى تكملت عنده إلى ستّ ليال خلون من محرم عشرون ألف فارس فضيّقوا على الحسين عليهالسلام حتّى نال منه العطش ومن أصحابه.
فقام عليهالسلام واتكى على قائم سيفه ونادى بأعلى صوته ، فقال : انشدكم الله هل تعرفوننى؟ قالوا نعم ، أنت ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وسبطه قال : أنشدكم الله هل تعلمون انّ جدّى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قالوا اللهمّ نعم ، قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن أبى علىّ بن أبى طالب عليهالسلام قالوا اللهمّ ، نعم ، قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن امّى فاطمة الزهراء بنت محمّد المصطفى صلىاللهعليهوآله قالوا اللهمّ نعم.
قال أنشدكم الله هل تعلمون أنّ جدّتى خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الامّة إسلاما قالوا : اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون أنّ حمزة سيّد الشهداء عمّ أبى قالوا : اللهمّ نعم ، قال أنشدكم الله هل تعلمون أنّ جعفر الطيّار فى الجنّة عمّى قالوا : اللهمّ نعم ، قال أنشدكم الله هل تعلمون انّ هذا سيف رسول الله صلىاللهعليهوآله أنا متقلّده ، قالوا : اللهمّ نعم ، قال أنشدكم الله هل تعلمون ان هذه عمامة رسول الله أنا لابسها قالوا : اللهمّ نعم.
قال أنشدكم الله هل تعلمون انّ عليّا عليهالسلام كان أوّل القوم إسلاما ، وأعلمهم علما ، وأعظمهم حلما ، وانّه ولىّ كلّ مؤمن ومؤمنة قالوا اللهمّ نعم قال فيم تستحلّون دمى وأبى صلوات الله عليه الذائد ، عن الحوض يذود عنه رجالا كما يذاد البعير الصادر عن الماء ولواء الحمد فى يد أبى يوم القيامة.
قالوا قد علمنا ذلك كلّه ونحن غيرتا ركيك حتّى تذوق الموت عطشا ، فلمّا خطب هذه الخطبة وسمع بناته وأخته زينب كلامه بكين وندبن ولطمن ، وارتفعت أصواتهنّ فوجه إليهنّ أخاه العبّاس وعليا ابنه وقال لهما اسكتاهنّ فلعمرى