ليكثرنّ بكائهنّ (١).
٧ ـ قال أبو الفرج : وكان عبيد الله بن زياد ـ لعنه الله ـ قد ولى عمر بن سعد الرى ، فلمّا بلغه الخبر وجّه إليه ان سر الى الحسين أوّلا فاقتله ، فاذا قتلته رجعت ومضيت الى الرى ، فقال له : اعفنى أيّها الأمير ، قال : قد أعفيتك من ذلك ومن الرى قال : اتركنى أنظر فى أمرى ، فتركه فلمّا كان من الغد غدا عليه فوجه معه بالجيوش لقتال الحسين (٢).
٨ ـ قال الدينورى : فلمّا كان اليوم الثانى من نزوله كربلاء ، وافاه عمر بن سعد فى أربعة آلاف فارس ، وكانت قصة خروج عمر بن سعد ، أنّ عبيد الله بن زياد ، ولّاه الرى وثغر دستبى والديلم ، وكتب له عهدا عليها ، فعسكر للمسير إليها ، فحدث أمر الحسين ، فأمره ابن زياد أن يسير إلى محاربة الحسين ، فاذا فرغ منه سار إلى ولايته ، فتلكأ عمر بن سعد على ابن زياد ، وكره محاربة الحسين.
فقال له ابن زياد : فاردد علينا عهدنا قال : فأسير إذن ، فسار فى أصحابه اولئك الذين ندبوا معه الى الرى ودستبى ، حتّى وافى الحسين ، وانضمّ إليه الحرّ بن يزيد فيمن معه. ثمّ قال عمر بن سعد : لقرّة بن سفيان الحنظلى ، انطلق إلى الحسين ، فسله ما أقدمك فأتاه ، فأبلغه ، فقال الحسين : أبلغه عنّى أن أهل هذا المصر كتبوا الىّ يذكرون أن لا إمام لهم ، ويسألوننى القدوم عليهم ، فوثقت بهم ، فغدروا بى ، بعد أن بايعنى منهم ثمانية عشر ألف رجل.
فلمّا دنوت ، فعلمت غرور ما كتبوا به إلىّ اردت الانصراف الى حيث منه أقبلت ، فمنعنى الحرّ بن يزيد ، وسار حتّى جعجع بى فى هذا المكان ، ولى بك قرابة قريبة ، ورحم ماسّة ، فأطلقنى حتّى انصرف ، فرجع قرّة الى عمر بن سعد بجواب
__________________
(١) اللهوف : ٣٧.
(٢) مقاتل الطالبييّن : ٧٤.