الثغور فاقيم به كبعض أهله ، فقال أكتب الى ابن زياد بذلك فكتب الى ابن زياد يخبره بما قال ، فهمّ ابن زياد ان يجيبه الى ذلك ، فقال شمر بن ذى الجوشن الكلابى : لا تقبل منه حتّى يضع يده فى يدك فانه ان أفلت كان أولى بالقوّة منك وكنت أولى بالضعف منه فلا ترض إلّا بنزوله على حكمك.
فقال ابن زياد نعم رأيك وكتب الى ابن سعد أمّا بعد فانّى لم أبعثك الى الحسين لتطاوله وتمنّيه السلامة وتكون شافعا له عندى فان نزل على حكمى ، ووضع يده فى يدى ، فابعث به الىّ وان أبى ، فازحف عليه واقتله وأصحابه ، واوطىء الخيل صدره وظهره ومثل به وان أبيت فاعتزل عملنا وسلمه الى شمر بن ذى الجوشن ، فقد أمرناه فيك بأمر وكتب الى أسفل الكتاب :
الآن حين تعلّقته حبالنا |
|
يرجو الخلاص ولات حين مناص |
رفع الكتاب الى شمر وقال : اذهب إليه ، فان فعل ما أمرته به ، والّا فاضرب عنقه وأنت الامير على الناس وأبعث الىّ برأسه (١).
١١ ـ قال الواقدى : لما وصل شمر الى عمر بن سعد ناداه عمر بن سعد لا أهلا والله بك ولا سهلا يا أبرص لا قرب الله دارك ولا ادنى مزارك ، وقبح ما جئت به ، ثمّ قرأ الكتاب وقال : والله لقد ثنيته عمّا كان فى عزمه ولقد اذعن ولكنّك شيطان فعلت ما فعلت ، فقال له شمر : ان فعلت ما قال الأمير والا فخل بينى وبين العسكر فبعث عمر الى الحسين فأخبره بما جرى فقال والله لا وضعت يدى فى يد ابن مرجانة أبدا وانشد :
لا ذعرت السوام فى فلق الصبح
ذكر جدّى أبو الفرج فى كتاب المنتظم أن شمر بن ذى الجوشن
__________________
(١) تذكرة الخواص : ٢٤٨.