صانع أتمضى لأمر أميرك؟ وإلّا فخلّ بينى وبين العسكر ، قال له عمر : أنا أتولّى ذلك ولا كرامة لك ، ولكن كن أنت على الرجالة. وصاح الشمر بأعلى صوته : أين بنو اختنا؟ أين العبّاس واخوته؟ فأعرضوا عنه. فقال الحسين : أجيبوه ولو كان فاسقا قالوا : ما شأنك وما تريد؟ قال : يا بنى أختى أنتم آمنون لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين والزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد ، فقال العبّاس : لعنك الله ولعن أمانك أتؤمنّنا وابن رسول الله لا أمان له وتأمرنا أن ندخل فى طاعة اللعناء وأولاد اللعناء.
لمّا رجع العبّاس قام إليه زهير بن القين وقال : احدثك بحديث وعيته قال : بلى فقال : لما أراد أبوك أن يتزوّج طلب من أخيه عقيل وكان عارفا بأنساب العرب أن يختار له امرأة ولدتها الفحولة من العرب ليتزوّجها ، فتلد غلاما شجاعا ينصر الحسين بكربلاء ، وقد ادّخرك أبوك لمثل هذا اليوم فلا تقصّر عن نصرة أخيك وحماية أخواتك ، فقال العبّاس : أتشجعني يا زهير فى مثل هذا اليوم والله لأرينك شيئا ما رأيته فجدل أبطالا. ونكس رايات فى حالة لم يكن من همه القتال ولا مجالدة الأبطال بل همه إيصال الماء الى عيال أخيه (١)
قال العطاردى :
تمّ المجلّد الاول من مسند الامام أبى عبد الله الحسين الشهيد عليهالسلام ويتلوه ان شاء الله المجلد الثانى وأوّله باب ما جرى فى ليلة عاشورا.
__________________
(١) مقتل الحسين : / ٢٢٩