ذكرناها فى إمامة الحسن عليهالسلام بعينها فانّ جميعها كما تدلّ على إمامته تدلّ على إمامة أبى عبد الله الحسين من بعده مثلا بمثل ، وقد صرّح النبيّ على امامته أيضا بقوله : هذان ابناى إمامان قاما أو قعدا وأيضا فانّ وصية الحسن عليهالسلام إليه تدلّ على امامته كما دلّت وصية أمير المؤمنين إلى الحسن عليهماالسلام على إمامته بحسب ما دلّت وصيّة رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى أمير المؤمنين على إمامته من بعده (١).
٨ ـ عنه فى حديث حبابة الوالبيّة الّذي رويناه هناك ما فيه من ظهور الآية المعجزة على يده الدالّة على امامته فلا معنى لتكرّره وإعادته فكانت إمامته عليهالسلام ثابتة بعد أخيه الحسن وإن لم يدع إلى نفسه للهدنة الحاصلة بينه وبين معاوية بن أبى سفيان وجرى فى ذلك مجرى أبيه وثبوت إمامته بعد وفاته مع الكفّ والصمت ومجرى أخيه فى زمان الهدنة والسكوت.
فلمّا انقضت زمان الولاية بهلاك معاوية واجتمع له فى الظاهر الأنصار أظهر أمره بعض الاظهار ، فشمر لذلك وقدّم الى العراق ابن عمّه مسلما للاستنصار فبايعه أهل الكوفة وضمنوا له النصرة ، ثمّ نكثوا بيعته وخذلوه وأسلموه وخرجوا إليه فحصروه حيث لا يجد ناصرا ولا مهربا وحالوا بينه وبين ماء الفرات حتّى تمكّنوا منه فقتلوه شهيدا كما استشهد أخوه وأبوه ، والصلاة عليهم (٢).
٩ ـ قال الفتال النيسابوريّ : قالت أمّ سلمة كان النبيّ صلىاللهعليهوآله عندى وأتاه جبرئيل عليهالسلام فكانا فى البيت يتحدّثان إذ دقّ الباب الحسن بن على فخرجت افتح له الباب فاذا الحسين معه فدخلا فلمّا أبصرا جدّهما شبّها جبرئيل بدحية الكلبى فجعلا يحنان به ويدوران حوله فقال جبرئيل عليهالسلام أمّا ترى الصبيين ما يفعلان؟ فقال يشبهانك بدحية الكلبى فانّه كثيرا ما يتعاهد هما ويتحفهما اذا جاءنا فجعل
__________________
(١) اعلام الورى : ٢١٤.
(٢) اعلام الورى : ٢١٥.