أبى طالب فقال عليهالسلام :
إن عادت العقرب عدنا لها |
|
وكانت النّعل لها حافرة |
قد علم العقرب واستيقنت |
|
أن لا له دنيا ولا آخرة(١) |
٤ ـ عنه عن تفسير الثعلبى ، قال الصادق عليهالسلام : قال الحسين بن علىّ صلوات الله عليهم إذا صاح النّسر قال : يا ابن آدم عش ما شئت آخره الموت واذا صاح الغراب قال انّ البعد من النّاس انس ، واذا صاح القبر قال اللهمّ العن مبغضى آل محمّد وإذا صاح الخطّاف قرأ الحمد لله ربّ العالمين ويمدّ الضّالين كما يمدّها القارى (٢).
٥ ـ قال الاربلى : انهم عليهمالسلام رجال الفصاحة وفرسانها ، وحماة البلاغة وشجعانها ، عليهم تهدّلت أغصانها ، ومنهم تشعبت أفنانها ، ولهم انقادت معانيها وهم معانها ؛ ولرياضتهم أطاع عاصيها وأصحب جرانها ، اذا قالوا بذّوا الفصحاء وإذا ارتجلوا سبقوا البلغاء ، وإذا نطقوا أذعن كلّ قائل وأقرّ لهم كلّ حاف وناعل تركت والحسن تأخذه تنتقى منه وتنتحب.
فاصطفت منه محاسنه ، واستزادت فضل ما تهب بألفاظ تجارى الهواء رقة ، والصخر متانة ، وحلم يوازى السماء ارتفاعا والجبال رزانة ، أذعنت لهم الحكم ، وأجابت ندائهم الكلم وأطاعهم السيف والقلم ، وصابوا وأصابوا فما صوب إليهم ورثوا البيان كابرا عن كابر ، وتسنّموا قلل الفضائل ، تسمّنهم متون المغاير ، وتساووا فى مضمار المعارف فالآخر يأخذ عن الأوّل والأوّل يملى على الآخر :
شرف تتابع كابرا عن كابر |
|
كالرمح أنبوبا على أنبوب |
يفوح أرج النبوّة من كلامهم ويعبق نشر الرسالة من نثرهم ونظمهم ، وتعجز الأوايل والاواخر عن مقالهم ، فى كلّ موطن ومقامهم ، فهم سادات الناس وقادتهم
__________________
(١) المناقب : ٢ / ١٩٣.
(٢) المناقب : ٢ / ١٩٣.