فى جاهليّتهم وإسلامهم ، فما ساجلهم فى منقبة إلّا غلب وما شابهم ماجد إلّا قيل أطمع من أشعب شنشنة معروفة فى السلف والخلف ، وعادة شريفة ينكرها من أنكر ويعرفها من عرف.
ومن كلامه عليهالسلام لمّا عزم على الخروج الى العراق قام خطيبا فقال : الحمد لله وما شاء الله ولا حول ولا قوّة إلّا بالله وصلّى الله على رسوله وسلّم خطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة ، وما أولهنى إلى أسلافى اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخيّر لى مصرع أنا لاقيه ، كأنّى بأوصال يتقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيمتلآن منّى أكراشا جوفا واجربة سغبا.
لا محيص من يوم خطّ بالقلم رضى الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين ، لن يشذّ عن رسول الله صلىاللهعليهوآله لحمته وهى مجموعة له فى حظيرة القدس تقرّبهم عينه ، ويتنجّز لهم وعده من كان فينا باذلا مهجته وموطنا على لقائنا نفسه فليرحل فانّى راحل مصبحا إن شاء الله.
خطب عليهالسلام فقال : يا أيّها الناس نافسوا فى المكارم ، وسارعوا فى المغانم ، ولا تحتسبوا بمعروف لم تعجلوا ، وكسبوا الحمد بالنجع ، ولا تكتسبوا بالمطل ذمّا فمهما يكن لاحد عند أحد صنيعة له رأى أنّه لا يقوم بشكرها فالله له بمكافاته ، فانّه أجزل عطاء وأعظم أجرا ، واعلموا انّ حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم ، فلا تملّوا النعم فتحور نقما ،
واعلموا انّ المعروف مكسب حمدا ، ومعقب أجرا. فلو رأيتم المعروف رجلا رأيتموه حسنا جميلا ، يسرّ الناظرين ، ولو رأيتم اللّوم رأيتموه سمجا مشوّها تنفّر منه القلوب ، وتغضّ دونه الابصار.
أيها الناس من جاد ساد ، ومن بخل رذل ، وإن أجود الناس من أعطى من لا يرجو وان أعفى الناس من عفى عن قدرة وانّ أوصل الناس من وصل من قطعه