جفّت دموعهنّ وذهبت فبينا هى كذلك إذا رأت جارية من جواريها تبكى ودموعها تسيل فدعتها فقالت لها : مالك أنت من بيننا تسيل دموعك؟
قالت : انّى لمّا أصابنى الجهد شربت شربة سويق قال : فأمرت بالطعام والاسوقة فأكلت وشربت وأطعمت وسقت وقالت : إنّما نريد بذلك أن نقوى على البكاء على الحسين عليهالسلام. قال : وأهدى الى الكلبية جؤنا لتستعين بها على ماتم الحسين عليهالسلام.
فلمّا رأت الجؤن قالت ما هذه؟ قالوا : هديّة أهداها فلان لتستعينى على ماتم الحسين فقالت : لسنا فى عروس ، فما نصنع بها؟ ثمّ أمرت بهنّ فأخرجن من الدار فلمّا أخرجن من الدار لم يحسّ لها حسّ كأنّما طرن بين السّماء والارض ولم ير لهنّ بها بعد خروجهنّ من الدار أثر (١).
٨ ـ قال أبو جعفر الطبرى الامامى : حدّثنا محروز بن منصور ، عن أبى مخنف لوط بن يحيى ، قال : حدّثنا عبّاس بن عبد الله ، عن عبد الله بن عبّاس ، قال أتيت الحسين وهو يخرج الى العراق فقلت له يا ابن رسول الله : لا تخرج ، فقال : يا ابن عبّاس أما علمت إن منعتنى من هناك كان مصارع أصحابى هناك قلت له : فانّى لك ذلك ، قال بسرّ سرّه لى وعلم أعطيته (٢).
٩ ـ عنه حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد البلوى ، قال : حدّثنا عمارة بن زيدة قال : حدّثنا إبراهيم بن سعيد وكان مع زهير بن القين حين صحب الحسين كما أخبر قال قال الحسين له : يا زهير اعلم أنّ هاهنا مشهدى ويحمل هذا (وأشار الى رأسه) من جسدى زحر بن قيس فيدخل به على يزيد يرجو نواله فلا يعطيه
__________________
(١) الكافى : ١ / ٤٦٠.
(٢) دلائل الامامة : ٧٤.