طاعتى من تبعه فانّه منّى ومن عصاه فليس منّى وانّى لما رأيته تذكرت ما يصنع به.
كأنّى به قد استجار بحرمى وقبرى فلا يجار فاضمّه فى منامه الى صدرى وآمره بالرحلة عن دار هجرتى ، وابشره بالشهادة فيرتحل عنها الى أرض مقتله وموضع مصرعه أرض كرب وبلاء وقتل وفناء ينصره عصابة من المسلمين اولئك من سادات شهداء امّتى يوم القيامة ، كأنّى أنظر إليه وقد رمى بسهم فخرّ عن فرسه صريعا ثمّ يذبح كما يذبح الكبش مظلوما ثمّ بكى رسول الله صلىاللهعليهوآله وبكى من حوله وارتفع أصواتهم بالضجيج ، ثمّ قال عليهالسلام : اللهمّ إنّى أشكو إليك ما يلقى أهل بيتى بعدى ودخل منزله (١)
٥ ـ روى ابن شهرآشوب باسناده عن الصادق عليهالسلام وابن عبّاس أنّه أخبر النبيّ عليهالسلام إنّ أمّ أيمن لا تزال تبكى من اللّيل الى اليوم ، فأتاها وقال : ما الّذي أبكاك قالت يا رسول الله رأيت رؤيا عظيمة شديدة فقال عليهالسلام : تقصّيها على رسول الله فانّ الله ورسوله أعلم ، قالت تعظم علىّ أن أتكلّم بها ، فقال عليهالسلام : انّ الرؤياء ليست على ما ترى فقصّيها ، على رسول الله ، قالت رأيت فى ليلتى هذه كانّ بعض اعضائك ملقى فى بيتى.
فقال عليهالسلام نامت عينك يا أمّ أيمن تلد فاطمة الحسين تربّيه وتلبّيه فيكون بعض أعضائى فى بيتك ، فلمّا كان اليوم السّابع من ولادة الحسين عليهالسلام أقبلت به الى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال مرحبا بالحامل والمحمول هذا تأويل رؤياك اخرجه القيروانى فى التعبير وصاحب فضائل الصحابة (٢).
٦ ـ عنه عن سليم بن قيس عن سلمان الفارسى قال كان الحسين عليهالسلام على فخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو يقبّله ويقول أنت السيّد ابن السيّد أبو السادة أنت
__________________
(١) بشارة المصطفى : ٢٤٦.
(٢) المناقب : ٢ / ١٩٥.