قتلته؟ قدّموه فاضربوا عنقه ، فضربت عنقه (١).
١١٥ ـ قال ابن أبى الحديد : سيّد اهل الإباء ، الذي علّم الناس الحميّة والموت تحت ظلال السيوف ، اختيارا له على الدّنية ، أبو عبد الله الحسين بن علىّ بن أبى طالب عليهماالسلام ، عرض عليه الأمان وأصحابه ، فأنف من الذّلّ ، وخاف من ابن زياد أن يناله بنوع من الهوان ، وان لم يقتله ، فاختار الموت على ذلك. وسمعت النقيب أبا زيد يحيى بن زيد العلوىّ البصرىّ ، يقول : كأنّ أبيات أبى تمام فى محمّد بن حميد الطائىّ ما قيلت إلا فى الحسين عليهالسلام.
وقد كان فوت الموت سهلا فردّه |
|
إليه الحفاظ المرّ والخلق الوعر |
ونفس تعاف الضّيم حتى كأنّه |
|
هو الكفر يوم الرّوع أو دونه الكفر |
فأثبت فى مستنقع الموت رجله |
|
وقال لها : من تحت أخمصك الحشر |
تردّى ثياب الموت حمرا فما أتى |
|
لها اللّيل إلا وهى من سندس خضر |
لما فرّ أصحاب مصعب عنه ، وتخلّف فى نفر يسير من أصحابه ، كسر جفن سيفه ، وأنشد :
فإنّ الاولى بالطّفّ من آل هاشم |
|
تأسّوا فسنّوا للكرام التّأسّيا |
فعلم أصحابه أنّه قد استقتل. ومن كلام الحسين عليهالسلام يوم الطفّ المنقول عنه ، نقله عنه زين العابدين علىّ ابنه عليهالسلام : «ألا وإنّ الدعىّ بن الدعىّ ، قد خيّرنا بين اثنتين : السّلة أو الذّلة ، وهيهات منّا الذلة يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون ، وحجور طابت ، وحجز طهرت ، وأنوف حميّة ، ونفوس أبيته (٢).
١١٦ ـ الزبير قال : حدّثنى أبو صخرة أنس بن عياض قال : قيل لجعفر بن محمد : كم تتأخر الرؤيا؟ فقال : رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله كأنّ كلبا أبقع يلغ فى دمه ، فكان شمر بن ذى الجوشن قاتل الحسين عليهالسلام ذلك ، وكان أبرص ، وكان تأويل الرؤيا بعد
__________________
(١) العقد الفريد : ٤ / ٣٨٠.
(٢) شرح نهج البلاغة : ٣ / ٢٤٩.